حوادث صحية حصلت في الماضي البعيد، ولا سيما خلال الحرب الأهلية، عندما هزّت الجسم الطبي في لبنان واقعة تمثلت في ما أقدم عليه بعض الشبان وقتذاك، ممن شرعوا في بيع الدم لمراكز الدم بهدف كسب المال من دون اي رقابة. هذا في لبنان، أما في العالم، وخصوصا في فرنسا عندما هزت الرأي العام عملية المتاجرة بالدم الملوث، وتركت أصداء في مختلف أنحاء العالم.
أمام هذا الواقع اتخذت وزارة الصحة اللبنانية سلسلة إجراءات ووضعت معايير جديدة للحد من هذا الخطر الصحي من خلال نقل الدم، وهنا ثمة سؤال: ما هي إجراءات الحماية في نقل الدم، خصوصا وان “منظمة الصحة العالمية” شددت في شعارها هذا العام على أن “الدم يربط بيننا جميعا”؟
وشددت منظمة الصحة العالمية هذا العام على أهمية أن تكون عمليات نقل الدم آمنة، لأن “الدم يربط بيننا جميعا”، مع تسليط الضوء على بُعد “المشاركة” و”الترابط” بين المتبرعين والمرضى كوسيلة لتحفيز المتبرعين بالدم بانتظام على الاستمرار في التبرع بأمان.
بيطار: شروط صحية والتزام صارم
في هذا الاطار تحدث الاخصائي في أمراض الدم والاورام الدكتور نزار بيطار لـ greenarea.info لافتا إلى أن “نقل الدم لا يخضع لمراقبة من وزارة الصحة فحسب، بل يخضع للرقابة الذاتية المشددة من قبل الجسم الطبي في المراكز الصحية المتخصصة، نظرا لاهمية الالتزام في تطبيق المعايير العالمية لسلامة ونوعية وجودة الدم، كما قامت وزارة الصحة بإعداد دورات متخصصة لكل العاملين الصحيين حول كيفية التعامل في الحفاظ على نوعية وسلامة الدم المنقول، بدءا من اخضاع المتبرع لسلة من الاسئلة المدروسة للتأكد اكثر ولضمانة التبرع بالدم، مع التشديد على اجراء الفحوصات الطبية، لأمراض السيدا واليرقان وغير ذلك من التحاليل المخبرية الواجب اعتمادها، عدا اهمية تحديث القوانين الطبية حول مدى الالتزام بالشروط الصحية لنقل الدم”.
حداد: تطور طبي في ضمان سلامة الدم
في المقابل، قال نقيب المختبرات الطبية الدكتور كريستيان حداد لـ greenarea.info: “لقد طورنا شبكة الأمان على صعيد الفحوصات الطبية للدم، تجنبا لأي خطأ طبي قد يحدث، فضلا عن أنه أصبح هناك ضمانة اكثر لنقل الدم، ضمن دراسة عالمية طبية شاركت فيها، كما وأصبح هناك فليتر للدم، وما عاد ينقل مباشرة للمريض قبل فلترته، حيث ان كل كيس دم مرتبط بفيلتر خاص يمنع اي ردة فعل مضادة كارتفاع الحرارة اثناء نقل الدم، وبالتالي الحد من ارتفاع الكريات البيضاء، عندها نستطيع القول ان عملية سلامة نقل الدم أصبحت أكثر أمانا”.
وزارة الصحة: تدابير صارمة
وقالت مديرة قسم الوقاية في وزارة الصحة الدكتور عاتكة بري: “لقد اخذنا قرارا بأن اي شخص يريد ان يتبرع بالدم يجب ألا يكون قادما من البلاد الموبوءة، وذلك تفاديا للاصابة بالأمراض المعدية، على سبيل المثال ان 80 بالمئة من حاملي الفيروس الزيكا لا تكون لديهم عوراض، ولذلك هناك خطر في نقله الى غيره من دون ان يدري الانسان، خصوصا وان الاكثر تعرضا للخطر هي المرأة الحامل، وأصدر تعميم الى جميع مراكز نقل الدم للتقيد بالشروط المطلوبة، وان لا يسحب دم من اي شخص الا اذا كانت هناك ثقة به، كما وتبين لنا منذ خمس سنوات ان فيروس htlv1يؤدي الى سرطان الدم ينتقل عبر التبرع بالدم، ولهذا طلبنا من المراكز الصحية ايضا اخذ الاجراءات الضرورية للحد من انتشاره، باختصار ان عملية نقل الدم في لبنان هي الاكثر ضمانة ونجاحا”.