تحذير علني منها، والاحتياط واجب لأنها قد تعرض حياتك للخطر، خصوصا بعد أن تبين للاطباء من ذوي الاختصاص بأن هناك الكثير من ضحاياها في المستشفيات، لأنه لم تعط العلاجات الصحيحة لمن تعرضوا لها، انها جلطة الاوردة (تجلط الدم) التي باتت اليوم حديث الساعة، مع تكثيف حملات التوعية حول أسبابها ومخاطرها.

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما هي الخطوات الوقائية الواجب اتخاذها لحماية صحتنا من تجلط الاوردة، أقله لتفادي الوفاة المفاجئة؟

 

حملة توعية

 

تحت عنوان “جلطة الدم مش تجليطة”، انطلقت حملة توعية مكثفة بهدف الحد من تجلط الدم والتعرف على أسبابه وسبل تفاديه، هذا ما شرحه الأخصائي في أمراض الدم والأورام في المركز الطبي في الجامعة الأميركية البروفسور علي طاهر لـgreenarea.info ، إذ قال: “ان  تجلط الاوردة بات مشكلة عالمية حيث ان واحدا من كل أربعة أشخاص في العالم يتوفى بجلطة، كونها مرض صامت في معظم الأحيان، ولكنه مرض عنيف اذ ان نحو عشرة ملايين حالة تجلط أوردة تسجل في العالم سنويا، وأن عدد الذين يتوفون بسبب التجلطات في العالم يساوي مجموع عدد الذين يتوفون من سرطان الثدي والبروستات والإيدز وحوادث السيارات. كما وانه يتوفى يوميا حوالي أكثر من 1600 شخص بسبب التخثر (التجلط)، أي بمعدل شخص كل دقيقة”.

وأضاف: “جلطة الأوردة تحصل عادة في الساق أو القدم أو الحوض، وتكون مرات صامتة لا يشعر بها الإنسان، وأحيانا يمكن أن ينتقل جزء منها إلى الرئة وقد يؤدي إلى تداعيات صحية وخيمة، كما ان نسبة الذين يحملون أحد العوامل الجينية التي تجعلهم عرضة للجلطات، تبلغ في لبنان 13 بالمئة، وهناك 60 بالمئة من التجلطات تحصل إما خلال وجود المريض في المستشفى أو بعد خروجه منها، وهذه الحالات يمكن الوقاية منها بمجرد أن يتناول المريض المسيل المناسب، خصوصا بعدما تبين ان التجلطات هي السبب الأول للوفيات في المستشفيات، ولذلك باتت الوقاية من التجلط ضرورية، وخصوصا في المستشفيات، ولذلك، فإن الوقاية مهمة لمنع وقوع الجلطات، وهي تساهم في تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية لسنة العام 2025 المتمثل في خفض عدد الوفيات التي يمكن توقعها بنسبة 25 بالمئة، كما وان الجلطات الدموية الوريدية لا تميز بين الناس، فهي تصيبهم بغض النظر عن أعمارهم وجنسهم وعرقهم رجالا ونساء. إلا أنه من خلال الوقاية من أخطارها يمكن إنقاذ حياة المصابين بها، لذا علينا توعية الرأي العام والعاملين في مجال الخدمات الصحية حول الجلطات الدموية الوريدية للحد من تداعياتها الصحية”.

 

تعددت الأسباب

 

“ان السمنة والحمل والتدخين وشرب الكحول وقلة الحركة، والعلاجات الكيميائية والهرمونية، إضافة إلى الأسباب الوراثية، كلها عوامل تزيد من الاصابة بجلطة دموية”، هذا ما ذكرته الاخصائية في أمراض الرئة الدكتورة ميرنا واكد، وقالت لـ greenarea.info: “ليس هناك من معطيات جديدة علميا  كعلاجات حديثة، انما التشديد اليوم يتركز على التوعية، اي كل مريض يدخل الى المستشفى يجب ان يعلم بخطر الاصابة بتجلط الاوردة التي قد  تكون مرتفعة في حالات المكوث مدة طويلة في المستشفى من دون حراك، والسفر لفترة طويلة، عدا ان الجلطة الدموية تعتبر اليوم السبب الثاني للوفاة لدى المصابين بمرض السرطان، من دون ان ننسى ايضا خطورة وجودها عند المصابين بالانسداد الرئوي المزمن والمدخنين كذلك، ايضا المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل أو التي تخضع لعلاج هرموني يمكن ان يحصل لديها التجلط من دون ظهور أي عوارض، سواء كان التخثر في الساق أو التجلط في الرئة، والجدير ذكره ان قسما كبيرا من التجلطات المميتة لا يشعر بها المريض، ولكن هناك  عوارض يمكن أن تدل عليها، مثل وجود تخثر في الرئة، ومنها ضيق النفس المترافق مع ألم حاد، وتسارع في نبضات القلب، وقد تتسبب الجلطة بفقدان الوعي”.

وأردفت واكد: “بالنسبة إلى تخثر الساق، فقد تبين لنا ان حوالي 50 بالمئة من حالات التجلط ينجم عنه ألم وتضخم في الساق، وأحيانا سخونة أو احمرار فيها. وإذا شعر المريض بعوارض كهذه بعد خروجه من المستشفى، عليه أن يراجع الطبيب، فالوقاية تقوم على تناول نوع من مسيل بشكل إبرة تحت الجلد. وهناك كذلك جوارب الضغط التي تمنع بقاء الدم في الساق وتساعد في انتقاله إلى القلب”.

 

دراسة عالمية

 

أما الاخصائي في جراحة السرطان الدكتور نجيب جهشان، فتحدث لـgreenarea.info ـ عن دراسة اجراها، وتبين له ان هناك عددا من الاطباء ليس لديهم معرفة كافية في علاج التجلط في الاوردة، وقال: “اهم المخاطر الصحية التي يواجهها المريض عند كل عملية جراحية تتمثل في احتمال الاصابة بالتجلط في الاوردة التي تنتطلق في الرجلين الى الرئة والقلب، ويجب اعطاء ادوية ضد تجمد الدم خلال فترة معالجة المريض، وتبين لنا أن هناك 125 اصابة بتجلط الاوردة لكل 100 الف نسمة، وذلك استنادا الى دراسة عالمية  شاركت بها في لبنان، وتظهر ان أقل من 20 بالمئة من المرضى المعرضين للجلطات الدموية تلقوا التدابير الوقائية اللازمة بعد خروجهم من المستشفى”.

بدوره، أكد الاخصائي في امراض الرئة الدكتور جودي بحوث لـgreenarea.info  ان نسبة تزايد التجلط في الاوردة تزداد بشكل مرتفع، والاسباب متعددة، منها تقدم العمر فوق 40 سنة بشكل عام، او التعرض لكسور سواء في الحوض او في القدم على سبيل المثال، من دون تناول اي من العلاجات الضرورية الخاصة، والامر ذاته بالنسبة لمرضى السرطان  المعرضين اكثر لتجلط الاوردة، ولتفادي ذلك هناك طريقة وقائية متبعة ضمن بروتوكول صحي معتمد في المستشفيات يعطى للمرضى الاكثر تعرضا للجلطة الدموية”.

 

احم صحتك من الخطر المفاجىء

 

الى رأي الاخصائي في الجراحة العامة الدكتور عماد الحاج الذي اوضح لـ greenarea.info  “ان عملية التجلط تحتاج الى توعية اكثر نظرا لخطورتها، من هنا اهمية دور الاطباء في دقة العلاج لمرضى السرطان والقلب وتورم الحوض، او اي كسر لانهم الاكثر عرضة لتجلط الاوردة، ولهذا قررنا ان كل مريض يدخل للمعالجة في المستشفى عليه تعبئة استمارة من المعلومات الطبية عنه، لمعرفة المخاطر المرضية التي من الممكن ان يتعرض لها خلال فترة العلاج، ولهذا يجب على المرضى التنبه والاطباء ايضا إلى اهمية التطبيق العلاجي الصحيح لتجلط الاوردة، وهذا ايضا يدخل ضمن تصنيف المستشفيات لجهة التقديمات الصحية اللازمة”.

وقال: “الجلطات الدموية الوريدية هي أكثر أسباب الوفاة الممكن تجنبها في المستشفى، لذا تم اعتماد معايير خاصة بفحص المرضى، وتحديد مستوى الخطر لتطبيق توجيهات نموذج تقييم الخطر الذي تضمن التطابق مع أعلى المعايير الدولية، ما يحفظ سلامة المرضى وحمايتهم من الجلطات”.

من جهة اخرى، شدد الاخصائي في امراض الدم الدكتور جورج افتيموس عبرgreenarea.info  على “اهمية الحركة تفاديا لجلطات مفاجئة”، وقال: “احد اهم  اسباب التجلط في الاوردة هو عدم الحركة والمكوث مطولا في المستشفى خلال العلاج بعد اجراء العملية الجراحية، وايضا تناول حبوب منع الحمل بعد عمر الاربعين حيث يكون التعرض للجلطة الدموية الوريدية التي غالبا ما تحدث في الساق كبيرا، وتنطلق فجأة وتسري في الأوردة لتصل إلى الرئتين فتتسبب بانسداد الرئة وتمنع تدفق الدم مما يؤدي إلى الوفاة”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This