يتجه المسار العالمي للغذاء نحو الأطعمة العضوية، وهي الأطعمة المنتجة دون استخدام أي أساليب مستحدثة صناعياً، سواء المبيدات الحشرية أو السماد الكيميائي، أو غيرهما من المواد الصناعية التي تضاف خلال مراحل النمو، أو التعديلات التي تتم باستخدام الإشعاع أو الإضافات الكيميائية، وتتوقع معظم التقارير، نمو سوق هذه الأطعمة بوتيرة متسارعة، خلال السنوات القليلة المقبلة، فالناس يفضلون اختيار تناول الأغذية العضوية، على اعتبار أنّها صحيّة وخالية من الملوثات، وأنّها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية. إلاّ أن هذه المقولة، يبدو أنّها غير صحيحة، وفق ما تظهر الدراسات المتناقضة في هذا المجال.
دول الخليج الأكثر إستهلاكاً
يشير تقرير إلى توقعات بوصول سوق الأغذية العضوية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 1.5 بليون دولار بحلول 2018، إذ توقعت مؤسسة “أورينت بلانت للبحوث” في دبي، أن يواصل قطاع الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون نموه الكبير خلال السنوات المقبلة، مدفوعاً بارتفاع عدد السكان وزيادة عدد السياح.
ولفت تقرير المؤسسة، وهو بعنوان “تنامي سوق الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون الخليجي” إلى توقعات بوصول حجم استهلاك الأغذية في المنطقة وحدها، إلى 52 مليون طن بحلول سنة 2019، مرتفعاً بمعدل نمو سنوي بنسبة 3.5 بالمئة بين 2014 و2019.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن المدن في الخليج ستستوعب 85 بالمئة من إجمالي سكان المنطقة بحلول 2020، حيث تشهد الإمارات وقطر الزيادة الأسرع في أعداد سكان هذه المدن.
وتجدر الإشارة، إلى أن دول مجلس التعاون تستورد 70 بالمئة من حاجاتها الغذائية، حيث تشكل الحبوب 55 بالمئة من إجمالي الواردات، وفقاً لدراسة تحليلية صدرت أخيراً عن مؤسسة “فروست أند سوليفان”.
الطعام العضوي بين متناقضين
وفقا لدراسة علمية شاملة، فإن الطعام العضوي هو الغذاء الأكثر صحة على الإطلاق. فهو يحتوي على نسب أكبر من مضادات الأكسدة، ونسب أقل بكثير من المعادن السامة والمبيدات الحشرية. ويرى الفريق الدولي القائم على هذا البحث، أن التحوّل إلى الخضروات والفواكه العضوية، قد يغني متناوله عن حاجته من بروتين أو اثنين من البروتينات الخمسة، التي يحتاج إليها الجسم بشكل يومي لتجديد الخلايا وبناء الهرمونات، والنمو بشكل سليم عند الأطفال.
في المقابل، وفي نتيجة متناقضة قال باحثون بجامعة ستانفورد، ان تناول الأغذية العضوية، ليس أكثر صحة، على الرغم من كونها تحتوي على أقل معدلات المبيدات، حيث يرى الباحثون أنه لا يوجد فارق ملحوظ بوجه عام بين العناصر الغذائية، على الرغم من كون تلك الأغذية العضوية تحتوي على 30 بالمئة نسبة اقل من المبيدات.
ووفق التقرير الذي نشرته صحيفة “انالز اوف انترنال ميديسن” (حوليات الطب الباطني)، فإن الفواكه والخضراوات تحتوي على كميات مشابهة من الفيتامينات، كما تحتوي الألبان على نفس كمية البروتين والدهون.
وتدعم هذه النتائج ما توصلت إليه مؤسسة المعايير الغذائية في بريطانيا، من خلال دراسة أجرتها قبل سنوات بشأن تأثير الأغذية العضوية.
وفي ما يتعلق بالأسباب التي تحدد إختيار الناس تناول الأغذية العضوية، قال كريستال سميث-سبانغلر، كبير الباحثين الذين أجروا الدراسة: “يعتقد البعض أن الأغذية العضوية دوما أكثر صحية، وأنها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية. ذلك لم يلفت انتباهنا ولم نعثر له على دليل، لا يوجد فارق بين الأغذية العضوية والأغذية التقليدية”.