من منا لا تصله هذه الرسالة عبر هاتفه الجوال: “كليتك ما بتحمل وزنك”، وذلك قبيل التحضير لـ “ليوم العالمي للكلى”، لكن ما وراء هذه الحملة؟ ولماذا التركيز على ربط البدانة بمرض الكلى؟
انطلاقا من ذلك حاولنا ان نلقي الضوء على هذا الموضوع الصحي من خلال الاطباء ذوي الاختصاص في الكلى والغدد والسكري وخبراء التغذية، لمعرفة ما هي العلاقة بين البدانة وأمراض الكلى؟ خصوصا وأنها باتت تهدد صحتنا بمزيد من التداعيات الصحية الخطرة؟
حملة “طبوش”
في هذا السياق شرح رئيس جمعية أمراض الكلى في لبنان الأخصائي في أمراض الكلى والضغط الدكتور روبير نجم لـ greenarea.info بأن “الهدف من وراء الرسائل الهاتفية التي وصلت الى الناس هو تحفيزهم على العناية بصحة الكلى”، وقال: “في شهر آذار (مارس) نطلق حملة وطنية لحماية الكلى تحت عناوين مختلفة، وهذه المرة اخترنا في اليوم العالمي لامراض الكلى التركيز على البدانة وهي الى ارتفاع، وتزيد من الضرر على الكلى، خصوصا وأن ليس هناك من توعية كافية حول هذا الموضوع، لذا سعينا بالتنسيق مع وزارة الصحة الى اطلاق حملة وطنية للوقاية من امراض الكلى، بعدما تبين لنا ان 54 بالمئة من اللبنانيين عندهم وزن اضافي فوق المعدل الطبيعي، و 20 بالمئة منهم مصابون بالبدانة. والجدير ذكره ان مضاعفات البدانة فوق المعدل الطبيعي ستؤدي الى السكري والضغط، و80 بالمئة من حالات هذه الامراض المزمنة تؤذي الكلى مع مرور الوقت”.
واضاف: “أمام هذا الواقع ركزنا ايضا على اطلاق حملة (طبّوش)، والهدف منها دفع الناس الى الحركة وممارسة الرياضة، وايضا وقف التدخين واتباع حمية صحية، كون كل شخص بدين لديه احتمال ان يعرض الكلى الى عدة مشاكل صحية، بعد ان وصلنا اليوم الى 10 بالمئة من اصابات في الكلى في لبنان، كل ذلك نتيجة غياب التوعية للحفاظ على صحة الكلى، كما سنشدد في الحملة الوطنية على اهمية الحركة لاجل الكلى اي بالانكليزية move for kindness ، كل ذلك بدعم من وزارة الصحة، حيث التنسيق معها متواصل عند كل حملة توعية نقوم بها، بدءا من التركيز على شرب المياه الى المحافظة على تجنب امراض الكلى عند الصغار، حيث سنسعى هذه المرة بالتواصل مع المستشفيات كي تخصص كل مستشفى في لبنان في اليوم العالمي للكلى بأخذ الضغط للمريض وتوزيع المياه لتحفيزه على شرب المياه من اجل سلامة الكلى، مع التشديد على التوعية وشرب المياه وتحفيزه على اختيار الوجبات الغذائية السليمة”.
لا داعي للهلع
من جهة اخرى قال الأخصائي في امراض الكلى الدكتور سليمان مرهج لـ greenarea.info: “من اهم التوصيات الطبية التي يجب الاخذ بها، هي انه لا يجب ان نتعب الكلى لجهة ارتفاع الزلال في الدم والسكري والضغط، والاكثر تعرضا للاصابة بأمراض الكلى هم المصابون بأمراض مزمنة، او لديهم الاستعداد للاصابة بالكلى، وتفاديا لاي تداعيات صحية كانسداد في شرايين الكلى التي تؤدي في ما بعد الى قصور كلوي، على المريض تخفيف الوزن تفاديا لارتفاع في الضغط او نسبة الزلال في الدم، اما الانسان الذي يتمتع بصحة تبقى الوقاية مهمة أيضا، والجدير ذكره انه من غير الضروري ان كل بدين معرض للاصابة بالكلى”.
وقال الأخصائي في الغدد والسكري الدكتور شارل صعب لـgreenarea.info : “لا شك ان البدانة تؤدي الى السكري الذي بدوره يزيد من مشاكل في الكلى، كما وان البدانة تؤدي الى ارتفاع في الضغط الذي يلحق الاذى في شرايين الكلى، عدا عن ان البدانة تزيد من كثرة الشحوم فوق الكلى، وبالتالي تؤثر على عملية الايض في وظيفة الكلى”.
شرب المياه باعتدال
بدورها، قالت الأخصائية في التغذية ميرنا فتى لـ greenarea.info: “كلنا يعلم ان البدانة تزيد من تجمع الدهن على الكلى مما يتعب وظيفتها، كما وانها تؤثر على وظيفة غدد الكلى التي تضبط الضغط، لذا علينا التنبه والابتعاد عن الاطعمة غير الصحية التي تؤثر على الكلى، خصوصا على هورمون الخاص بالكلى الذي يحافظ على الحديد في الجسم، كما وان نوعية الطعام تؤثر عند المصابين بالضغط والسكري والكوليسترول حيث يزداد لديهم احتمال تضيّق الشرايين الصغيرة في الكلى، مما يعطل وظيفة الكلى لترتفع نسبة السكر في البول، عندها يلحق السكر الاذى في الكلى، عدا عن ان كثرة اللحوم تزيد من الاملاح التي ترفع من ضغط الدم الذي يؤذي الى الكلى الى حد تعطيلها، واللجوء بالتالي الى غسيل الكلى، لذلك ننصح ايضا على تجنب الكحول والتدخين، وشرب المياه باعتدال “لان كثرتها مثل قلتها” تزيد من الضرر على الكلى ايضا”.
حملة توعية مستمرة
واوضحت رئيسة دائرة التثقيف الصحي في وزراة الصحة الدكتورة رشا حمرا لـgreenarea.info قائلة :”نحن كوزارة صحة نعمل بالتنسيق مع جمعية أمراض الكلى في دعم الحملة الوطنية للحفاظ على صحة الكلى، من اجل تحفيز الوعي عند الناس، بأن البدانة تلحق الاذى بالكلى ضمن المعايير الصحية الواجب اتباعها، وهنا نشدد على اهمية شرب المياه والرياضة والحفاظ على الوزن والابتعاد عن التدخين والسكريات للحفاظ على صحة الكلى”.