ينتشر بسرعة في أمعائك من دون أن تدري، وعوارضه بكل أسف لا تظهر إلا عندما يتفشى، فيما حملات التوعية غير كافية من وزارة الصحة ومن قبل المعنيين بالشأن الصحي، خصوصا وانه تبين، وبحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية، انه بات يشكل ثالت اكثر إلأورام شيوعا في العالم، ونسبة الوعي حيال هذا المرض قليلة عند اللبنانيين، هذا ما أكدته دراسة لـ “مستشفى بلفو”، فما هي إجراءات الوقائية الواجب اتخاذها للحماية من سرطان القولون؟

دراسة

ان حملة التوعية للوقاية من سرطان القولون ما زالت غير كافية، مع العلم أن الشفاء منه محتمل في حال تم الكشف عنه في مراحله إلأولى، إلا ان الخطورة تكمن في أن معظم الاشخاص الذين يصابون بسرطان القولون أو المستقيم لا تظهر لديهم أية أعراض في المراحل إلأولى من المرض، ووفق ما اشارت اليه دراسة صادرة عن “مستشفى بلفو”، فإن نسبة الوعي حول سرطان القولون في لبنان قليلة جدا، اذ أن غالبية اللبنانيين لا يدركون ماهية هذا النوع من الأورام، من هنا كانت ضرورة القيام بحملة توعية لرفع مستوى الوعي الاجتماعي، وكشف كافة الجوانب المهمة المتعلقة به بعدما تبين ان 99 بالمئة من حالات سرطان القولون تكون متقدمة جدا نتيجة قلة الوعي عن المرض، لذا كان التركيز على زيادة إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للكشف المبكر عن العديد من الأورام وعلاجها في مراحلها إلأولى، لإنقاذ عدد أكبر من المرضى، اذ يتوجب على كل شخص ابتداء من عمر 50 سنة إجراء فحوصات مسحية روتينية للتشخيص المبكر عنه كفحص البراز المناعي الكيميائي (FIT)، أكثر الفحوصات دقة للكشف عن المرض، ويحبذ إجراؤه سنويا، في حين يعتبر فحص المنظار للقولون مهما للغاية ويجب القيام به كل 10 سنوات.

حملة التوعية تظهر بعد عشر سنوات!

في هذا المجال، قال الأخصائي في أمراض السرطان الدكتور جوزف قطان لـgreenarea.info : “إن حملات التوعية تحتاج الى مواظبة مستمرة لتحفيز الناس على الوقاية، تكون شبيهة بحملات فحص الثدي المكثقة، والتي تحتاج حوالي 15 سنة لكي نلمس نتائجها عند الناس، وتحفيزهم على إجراء الفحوصات الطبية المبكرة، والامر نفسه ستحتاج إليه حملة التوعية عن سرطان القولون لكي يعلم كل انسان انه بعد عمر 50 سنة يجب عليه اجراء فحص المنظار للقولون، وفحص البراز، ويجتاج الامر سنوات عدة لكي يستوعب الناس أهمية التوعية، على غرار ما نشهده في حالات سرطان الرحم وسرطان البروستات، حيث كان هناك تجاوب سريع من قبلهم، لذلك يتوجب علينا اليوم تكثيف حملات التوعية، ليس فقط في اليوم العالمي لسرطان القولون، بل ومواصلة حملات الوقاية باستمرار مع التشديد على اجراء المنظار بعد عمر 50 سنة وفحص البراز في حال ظهور دم”.
ورأى قطان أن “من المفروض على الدولة ان تضاعف اكثر حملات التوعية وتوزيع منشورات عن الوقاية من سرطان القولون في مراكز الرعاية الصحية التابعة لها، لان المشكلة التي نواجهها تكمن في صعوبة اقناع الناس بإجراء فحص المنظار، إذ أن اجراءه يتطلب من المريض التزامه بحمية غذائية معينة، فضلا عن إعطائه (حقن) تحضيرا لهذه العملية، عكس ما هو عليه الحال عند فحص الثدي الاكثر سهولة، فسرطان القولون يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي، لذلك نشدد على اهمية التشخيص المسبق لكي يكون الشفاء اسهل”.

لا زيادة في إلاصابات

أما الأخصائي في الجهاز الهضمي الدكتور انطوان ابي راشد، فقال لـgreenarea.info : “ان إلاصابات بسرطان القولون لم تزدد، فما زالت تشكل نسبة 11 بالمئة من مجمل السرطانات في لبنان، وإلاصابة به عند الرجال اكثر منه عند النساء، وننصح اي شخص لديه في العائلة مصاب بسرطان القولون أن يجري فحص المنظار للتأكد من عدم إلاصابة به، فضلا عن أنه إذا كان هناك دم في البراز فجأة، ووجع في البطن من دون ان تكون هناك عوارض مزمنة، فمن الضروري اجراء الفحوصات الطبية اللازمة بعد عمر الخمسين، عدا التنبه للمأكولات الدسمة خصوصا التي تحتوي على مواد كيمائية، مع التشديد على اهمية ممارسة الرياضة”.

الوقاية ضرورية
فيما قال الأخصائي في أمراض الامعاء الدكتور جوزف شريم لـgreenarea.info : “يجب التنبه الى عوارض سرطان القولون كالإمساك الشديد أو اضطرابات الامعاء وألم مفاجىء في البطن، لذلك يجب اجراء فحص المنظار للتشخيص وللتأكد من عدم وجود سرطان القولون، خصوصا بعد عمر خمسين سنة، وأيضا في حال ظهور دم في البراز أو حتى ولو لم يشعر المريض بأي شيء، فالمشكلة تكمن في لبنان في أن فحص المنظار مكلف ماديا فيتجاهل الناس اجراءه عكس ما هو عليه الأمر في اميركا حيث أن الفحص المنظار مجاني، ونشدد هنا على أنه في حال ظهرت العوارض يجب استشارة الطبيب المختص ومن دون إهمال”.

تطور في الجراحة

وأشار الأخصائي في الجراحة العامة الدكتور عماد الحاج لـgreenarea.info إلى ان “جراحة سرطان القولون شهدت تطورا ملموسا، إلا ان ذلك لا يمنع اخذ إلاحتياطات اللازمة، خصوصا اذا كان احد من العائلة مصابا به، لذلك نشدد على اهمية الاكتشاف المبكر للحد من انتشاره في الامعاء”.

الملونات في المأكولات

اما الأخصائية في علم التغذية الدكتورة نيكول الصايغ، فشددت عبر greenarea.info على “اهمية التنبه ومعرفة اختيار الاطعمة الصحيحة”، وقالت: “بعض المأكولات تؤدي الى تقرحات وتزيد في التهابات الامعاء، خصوصا المواد الدهنية والكحول وإلاكثار من الملح، خصوصا اذا كان مصدرها اللحوم الحمراء، ويجب التركيز على الخضار والالياف، وللاسف نجد أن هناك تركيزا على المأكولات السريعة عدا المأكولات الملونة، المدخنة والمصنعة”.
رئيسة دائرة التثقيف الصحي في وزارة الصحة الدكتورة رشا حمرا قالت لـ greenarea.info: “اننا كوزارة الصحة لم نطلق بعدحملة مكثقة للتوعية على سرطان القولون، انما نحن دائما في توجيهاتنا الصحية نشدد على أن اي شخص اذا ظهرت لديه عوارض مفاجئة من ألم المعدة أو دم في البراز، ألا يستهتر بهذه المؤشرات الصحية، لانه ربما تكون بداية سرطان القولون، ويجب استشارة الطبيب المختص خصوصا اذا ظهرت بعد عمر الخمسين سنة”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This