نظم أهالي منطقة حاصبيا ومرجعيون، في العاشر من شهر أيار (مايو) العام الحالي، إعتصاماً على طريق عام حاصبيا – البقاع، قطعوا خلاله الطريق إحتجاجاً على عدم تصريف زيت الزيتون، وذلك بمشاركة حشد كبير من المزارعين و حضور ممثلين عن نواب المنطقة.
وتلا رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا بياناً بإسم المعتصمين قال فيه: “يعتمد حوالي 80 في المائة من أهالي المنطقة على زراعة الزيتون في معيشتهم، وكانت الشجرة المثمرة من أهم أسباب صمودهم وتشبثهم بأرضهم. وهم يناشدون المسؤولين جميعاً العمل على إتخاذ قرار بدعم مزارعي الزيتون، أسوة بباقي الزراعات المدعومة. كما نطالب بشراء 200 ألف صفيحة زيت لصالح الجيش وقوى الأمن الداخلي، ووقف إستيراد زيت الزيتون من الخارج ومنع التهريب”.
بناء عليه، أقام عضو كتلة التنمية و التحرير النائب أنور محمد الخليل، مؤتمراُ صحافياً حول قضية دعم زيت الزيتون وعرض الآلية التنفيذية المرتبطة بقرار الدعم.
دعم بمبلغ قدره 75 ألف ليرة لبنانية
صرّح النائب أنور الخليل ، خلال المؤتمر عن الإتفاق الذي تم مع رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري. وفي هذا السياق، يقول المختار أمين زويهد أحد المشاركين في الإعتصام ، والناطق بإسم مخاتير حاصبيا، لـ greenarea.info : “إن النائب أنور الخليل، أبلغ مزارعي الزيتون في المنطقة، بعد مراجعة رئيس الحكومة سعد الحريري، بشأن الإعتصام الذي جرى، وأدى إلى قطع طريق الحاصباني الدولية، أنّه حصل على وعد منه بدعم كل صفيحة زيت زيتون، من منطقتي حاصبيا ومرجعيون، بمبلغ قدره 75 ألف ليرة لبنانية”.
إضافة إلى ذلك، وعد الحريري بدعم هذه الزراعة، ويتابع زويهد ” سيكون الدعم أسوة بباقي الزراعات المدعومة في لبنان، كالبطاطا والشمندر السكري، التبغ والتفاح، شرط أن يكون الزيت ضمن المواصفات الدولية من حيث الجودة والنوعيّة”.
تحرّك اللجان
بناءً على هذا الوعد، تحركت اللجان المعنيّة بهذا الملف، فوفق زويهد ” تحركت بلديات المنطقة، والتعاونيات الزراعية، وهي بصدد تشكيل لجان للقيام بإحصاء لمنتوج زيت الزيتون، للمزارعين الحقيقيين أي المالكين الأساسيين( بمعنى آخر غير العاملين بالحصة) للأراضي الزراعية التي تنتج الزيتون”.
سيبدأ العمل بهذا الوعد، إبتداءاً من الموسم المقبل للزيتون، يتابع زويهد في هذا الإطار، “أن النائب الخليل أكد على حقيقة هذا الوعد، على أن ينّفذ، إبتداءاً من موسم العام 2018، إمتداداً على مدار المواسم المقبلة” .
زيت المنطقة مطابق للمواصفات
من ضمن شروط هذا الدعم، أن يكون الزيت المنتج مطابق للمواصفات الدوليّة. في هذا المجال، يوضح رئيس التعاونية الزراعية في حاصبيا رشيد زويهد لـ greenarea.info : أنّه وفق المواصفات الدولية المطلوبة هناك ثلاث أنواع من زيت الزيتون صالحة للإستهلاك وهي :
النوع الأول : يسمى الـ “extra virgin”، بحيث تكون نسبة الأسيد فيه أقل من 0.8 ، و الـ”تي أوكسيد” أقل من 20، وأن يكون “التحسس المذاقي” أي الرائحة والطعم جيّدة، أما بالنسبة إلى اللون فلا يهم.
النوع الثاني : يسمى الـ “virgin”، بحيث تكون نسبة الأسيد فيه بين 0.8 و 1.5 ، والـ “تي أوكسيد” 20 ، كحد أقصى.
النوع الثالث: يكون فيه الأسيد 0.3 كحد أقصى، والـ “تي أوكسيد” أيضاً لا يجب أن يتخطى الـ 20.
أما بالنسبة إلى زيت زيتون المنطقة ، فهو مطابق لهذه المواصفات. إذ يؤكد زويهد “يتسم زيت زيتون منطقتي حاصبيا ومرجعيون بمطابقته لهذه المواصفات الدولية، بل أن غالبية الزيت المنتج، يصنّف تحت خانة الباب الأول أي الـ “extra virgin”.
دعم 200 ألف تنكة زيت
تعتبر منطقة حاصبيا والقرى المجاورة لها، من المناطق الغنيّة بأشجار الزيتون، وبالتالي بإنتاجها من الزيت. وفي هذا الإطار، يوضح زويهد ” يبلغ حجم الإنتاج في منطقتي مرجعيون وحاصبيا، حوالي 200 ألف تنكة زيت. ولقد تم وعدنا بدعم 200 ألف تنكة زيت من المنطقة”.
يعتبر هذا الوعد خطوة مهمة لدى أبناء المنطقة، فهم لطالما عانوا من كساد الزيت خلال المواسم السابقة، مما إضطر بعضهم إلى بيعه بخسارة، أو بأدنى الأسعار. وقد قام مزارعو المنطقة والمعنّيين، بالكثير من التحركات والمطالبات من أجل تصريف هذا الإنتاج، وعلى ما يبدو فإن هذه الخطوة قد جددت الأمل لديهم بحل هذه المشكلة.
في هذا المجال ، يثني زويهد على أهمية هذه الخطوة، ويؤكد ” أنّها مهمة جداً وهي مريحة للمزارع بنسبة 100في المائة ، فهي تشجعه على الإعتناء بأرضه ، وبالتالي بيع إنتاجه ومنافسة المستوردين للزيت الفاسد في السوق اللبناني”.
ويختم زويهد ” لذلك ندعو المستهلك اللبناني إلى الحصول على زيته مباشرة من منطقة حاصبيا، لأنها مميزة بزيتها ونوعيته وجودته”.