رسالة موجهة إلى رؤساء وأعضاء الوفود الرسمية ومندوبي حكومات البلدان العربية، وضمنا لبنان، إلى المؤتمر الثالث للدول الأطراف في اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق، من قبل “التحالف العالمي من أجل طب أسنان خال من الزئبق”.
ينعقد المؤتمر الثالث للدول الأطراف في اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، 2019.
في هذه المناسبة، يدعوكم “التحالف العالمي لطب أسنان خالي من الزئبق” “World Alliance for Mercury-Free Dentistry” إلى العمل من أجل تطوير الإتفاقية وتحقيق التقدم المنشود في الحد من استخدام الزئبق في ملغم الأسنان، ومنع استخدامه بتاتا عند الأطفال تحت سن الخامسة عشرة، وعند الأمهات الحوامل والمرضعات، في مهلة أقصاها العام 2021.
تبحث مسألة تعميم منع هذا الإستخدام على الجميع، من كل الأعمار، في مؤتمرات لاحقة، وفي مهلة أقصاها العام 2025، إسوة بالكثير من المنتجات، التي تحتوي على الزئبق ويتوافر بدائل له.
ندعوكم إلى تأييد مقترح التعديل الإفريقي، الذي توافقت عليه مجموعة الدول الإفريقية بكل أعضائها، والمتعلق بوقف استخدام الزئبق لدى الأطفال والنساء في عمر الحمل والرضاعة، في مهلة سنتين أي حتى العام 2021. إن العالم أصبح جاهزا لتحقيق هذا الإنجاز.
إن التعديل الإفريقي المتعلق بالزئبق في طب الأسنان، يخفف تدريجيا من استخدامه وصولا لمنعه تماما خلال سنتين، إسوة بالعديد من المنتجات الأخرى، التي تحتوي على الزئبق.
إن المؤتمر الثالث في نوفمبر القادم سيكون اختبارا فيما إذا كانت اتفاقية ميناماتا تصلح لأن تكون نموذجا للإتفاقيات الدولية في الألفية الثالثة، للقرن الواحد والعشرين، أم أنها ستكون ذات معايير مزدوجة ومتفاوتة، معايير للدول الغنية، وأخرى للدول النامية والفقيرة؟ هذا ما سيقرره المؤتمر عبر تأييد وتبني مقترح التعديل للمجموعة الإفريقية بهذا الشأن.
إن الدول الغنية والمتطورة قد اتخذت قراراتها وإجراءاتها لمنع استخدام الزئبق في طب الأسنان عندها، وهي تحمي بيئة بلدانها من التلوث بالزئبق المتأتي عن طب الأسنان. والسؤال المطروح الآن هو، هل ستتابع هذه البلدان إرسال وبيع زئبق الملغم السني Dental amalgam إلى البلدان النامية؟ كما فعلت مع مسألة الرصاص في الدهانات والطلاء؟ حيث منعته في بلدانها ولكن لا تزال فروع شركاتها تصنع الدهانات بالرصاص في البلدان النامية ومنها لبنان، كما أظهرت دراستنا المنشورة في العام 2015.
إن الدول النامية تتحضر لطب أسنان خال من الزئبق. والعالم أيضا أصبح جاهزا لهذا الإنتقال. إن العديد من كليات طب الأسنان قد غيرت مناهجها. والأهل يطلبون حشوات خالية من الزئبق لأسنان أطفالهم. والمنتجون انتقلوا إلى إنتاج البدائل، التي أصبحت متوافرة وبأسعار معقولة. وكذلك أطباء الأسنان في الكثير من دول العالم يمتنعون عن استعمال الملغم الزئبقي في أسنان الأطفال والأمهات الحوامل والرضع.
إن المؤتمر الثالث للإتفاقية يشكل فرصة سانحة لإحداث هذا التغيير الكبير عبر تأييد مقترح التعديل الإفريقي، ويسمح لأطفال ونساء بلداننا العربية أن يتقوا مخاطر الزئبق في حشوات أسنانهم. هذا ما ندعو إليه بإلحاح واستعجال.
*الدكتور ناجي قديح، نائب رئيس “التحالف العالمي لطب اسنان خال من الزئبق” للدول العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا