لا تنتهي تداعيات جائحة كوفيد – 19، بل تتفاقم وتزيد مع مرور الوقت، خاصة وأنّها لا تزال تتفشى في دول العالم، غير القادرة على بلوغ هدف صفر إصابات، بالتزامن مع استمرار عملية التلقيح.
أما عن هذه التداعيات فهي تظهر بعدّة أوجه، وتطال الفئة الأضعف في المجتمع التي هي الأكثر تأثراً وتضرراً من هذه الجائحة. وفي هذا السياق، أشارت دراسة أجراها فريق بحثي في الكلية الملكية ببريطانيا، أن نحو 1,5 مليون طفل في جميع أنحاء العالم قد تعرضوا لوفاة والدتهم أو والدهم أو أجدادهم الحاضنين نتيجة لوباء كورونا.
في حين، تشير كذلك الدراسة إلى أن عدد الأطفال الذين فقدوا آباءهم، يزيد بنحو خمس مرات عن عدد الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم.
تفصيلياً، أفادت دراسة حديثة بأن حوالي 1,5 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، فقدوا أحد الوالدين أو الأجداد أو غيرهم من مقدمي الرعاية على الأقل نتيجة لجائحة فيروس كورونا بين آذار/مارس 2020 ونيسان/أبريل من هذا العام.
ووصل فريق بحث بقيادة سيث فلاكسمان في “إمبريال كوليدج” بلندن إلى هذا الرقم باستخدام معدل المواليد وبيانات وفيات فيروس كورونا.
كما تشير النتائج إلى أن ما لا يقل عن مليون و 134 ألف طفل، قد تعرضوا لوفاة والدتهم أو والدهم أو أجدادهم الحاضنين نتيجة لوباء كورونا. ومن بين هؤلاء ، فقد ما يقدر بمليون و 42 ألف طفل أمهم أو والدهم أو كليهما.
أما بشكل عام، يُقدر أن 1,562,000 طفل قد تعرضوا لوفاة أحد الوالدين على الأقل، أو الوصي أو أحد الأجداد الآخرين أو أحد الأقارب الأكبر سنًا.
في الجهة المقابلة، قد تكون هذه الأرقام غير واقعية ، اذ قال الباحثون إنه بسبب أن البيانات لم يتم جمعها بشكل شامل في جميع الأماكن، فإن الرقم لا يمكن إلا أن يكون تقريبياً، وربما يكون أقل من الواقع. غير ان ذلك لا ينفي فقدان عدد لا يسنهان به من الأطفال لأحد والديهم.
هذا ما تؤكدعليه أيضاً الدراسة التي نشرت في مجلة لانسيت الطبية، حيث أفادت بأن عدد الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب هذه الجائحة مرتفع بشكل خاص، مقارنة بعدد السكان في جنوب أفريقيا والمكسيك والبرازيل وكولومبيا، من بين دول أخرى.
وتجدر الاشارة في هذا الاطار، ووفق ما أظهرت الدراسة فإن الأجداد يلعبون بشكل متزايد أدوارًا رئيسية في توفير الرعاية والدعم المالي لأحفادهم في جميع أنحاء العالم.
على الصعيد نفسه، حذر الخبراء من أن أكثر من 40,000 طفل أمريكي فقدوا أحد والديهم بسبب كوفيد-19، وقد يكون لذلك تأثيرات شديدة على المدى البعيد. يمثل الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا نحو خُمس وفيات كوفيد-19 ، ونحو 15% من هؤلاء هم في العقد السادس من عمرهم أو بدايات العقد السابع، و3% منهم في العقد الخامس.
في حين، أشار باحثون إن هذا الواقع أخطر للعائلات ذات البشرة السمراء التي تضررت بشدة من هذا الوباء، إذ تشير التقديرات إلى أن 20٪ من الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم هم من السُمر، مع أنهم يمثلون 14٪ فقط من أطفال البلاد.
فيما تقدر الدراسة أن الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 ستزيد إجمالي حالات فقدان الأهل في البلاد بنسبة 18 إلى 20٪ مقارنةً بالأعوام الماضية.
لا يمكن النظر الى هذه النتائج والأرقام، دون الشعور بالقلق على مسقبل هؤلاء الاطفال، سواء الاجتماعي، الاقتصادي ،التربوي، أو حتى النفسي، مما يستوجب على الدول البدء بوضع خطط شاملة لمعالجة آثار ما بعد الجائحة.