كثيرا منا يتساءل ماذا حصل للشعب اللبناني رغم كل الصدمات التي يمر بها و الضغوطات المعيشية لم نعد نجده متحمسا لاي ردة فعل معارضا حول الواقع المرير الذي يعيشه ؟ فهل له بعد اجتماعي نفسي ؟ ام هل لانه استلسم لواقعه من بعدما سيطر الاحباط على نفسيته باتت وسيلة للمواجهة ؟
مكبل اليدين
ازاء ذلك مافسرته الاختصاصية في العلوم الاجتماعية الدكتورة جويل سمعان عبر ل greenarea.info ان المجتمع اللبناني منهك من كثرة الضغوطات التي يعيشها و اللبناني مكبل اليدين مما قالت : “ان المشكلة تكمن انه لم يعد بيد اللبناني اي شيء كي يستطيع ان يصلح وضعه فتجده مكبل اليدين كأنه سقط في الحفرة و يتخبط فيها و لا يرى بصيص امل مما نراه مستسلما لواقعه بقوله ” متلما الله يريد ” ماذا سيحصل فينا اكثر من الذي حصل خصوصا وان الناس لم يعد بيديهم اي شيء يفعلونه لان لوكان وضعهم على الحافة يشعرون انه هناك امكان للخلاص .بمعنى اذا صرخ اللبناني رافعا الصوت عاليا هناك احتمال ان احد يسمعه و لكن اذا صار وضعه تحت حدود معين يشعر بانه فقد الامل و هذا ما نلمسه عند الكتير من العائلات غير متحمسة للمشاريع المستقبلية حيث لم يعد عندها حماسا بسبب الاوضاع التي يعيشونها مما تكون ردة الفعل عنيفة عندهم كون المسببات اصبحت كبيرة جدا حتى ان الامل لم يعد متوفرا في ظل لا ثقة باحد من المسؤولين لذلك بات يشعراللبناني حتى لو رفع صوته لا احد يسمعه حتى لو حاول العمل لم ينجح .”
العزل النفسي
من جهة اخرى كيف يفسر علم النفس ازاء هذا الاستسلام ام بالاحرى تداعيات الصدمات التي يعاني منها اللبناني ؟ في هذا السياق تحدثت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة نجوى ابو عيد لgreenarea.info عن التفسير النفسي و الحل الممكن اتخاذه لتجاوز المرحلة الصعبة مما قالت :” للاسف اصبحنا نجد اللبناني مصدوما بما يحدث حوليه اذا اخذنا من ناحية علم النفس اي كل ما يحصل من ازمات في لبنان بات تشكل بالنسبة له صدمة كبيرة تقاس وفق قوتها في تأثيرهاعليه انما مع تكرارالصدمات تدفع اللبناني الى تدميج المشاعر و طاقته المقاومة حيث يحاول العمل على ذاته ليعود في ما بعد الى استرجاع قوته ليتابع حياته كالمعتاد كون تكرار الصدمات لا تجعله مرتاحا نفسيا بل يلجأ الى العزل النفسي و ليس الوحدة بما يعني اذا مات احد لم يعد يشعربكثير من التأثرمثل قبل حيث كان هناك تعاطف اكثر مع بعضنا البعض.انه التعب النفسي الذي نعيشه في ظل الازمة الصعبة التي نمر بها مما نقفل على حالنا الى حد لم يعد هناك تعاطف اجتماعي او زيارات اجتماعية او المشاركة حتى في تعزية . لذلك كل ما يحصل هو العزل النفسي وهذايجابي و ليس سلبي لان الذي نتعرض له الكثير من الصدمات مع ضرورة الابتعاد عن سماع الاخبار وكل شيء تتعب او تؤذي النفس . على سبيل المثال اذا كان الشخص ينتظر امام طابور البنزين عليه ان لا تاتيه افكارسلبية بان في ذلك فيه الكثير من الذل عليه لان اذا لم يعمل هذه الوسيلة الدفاعية عندها ينهار و يكتئب و يصاب بمشاكل نفسية .”
الخطر يحاوط اللبناني
بدوره شرح بالتفاصيل الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور جون كيروز عبر ال greenarea.info حول المرحلة التي وصل اليها اللبناني بانه في دائرة الخطر مما قال : “لقد اعتاد اللبناني على الصدمات وهذا ليس بجديد بالنسبة له انما الذي نشعر به اليوم تداعياتها الاجتماعية . فصحيح اللبناني عنده ابداع و القدرة على الخلق بشيء جديد الا انه في اخر المطاف علينا ان نفهم الوضع المتراجع تدريجيا منذ سنتين و ذلك عبر التوقف حول معرفة اي مرحلة من الدماغ وصلنا اليه اللبناني خصوصا و انه هناك ثلاث محركات يديرونه وكل منطقة من الدماغ مسؤولة عن نوع من القرارات الا ان المنطقة الاساسية التي نستعملها اليوم لكي ناخذ القرارات التي نحن بحاجة لها اي القرارات الذكية والموزونة تساعدنا لكي نخرج بافكار جديدة مما نسميها المنطق و من بعدها هناك منطقة مسؤولة عن العواطف بماذا نشعر من مشاعر . اما قاعدة الدماغ التي هي قرب الرقبة من الاسفل فتكون المسؤولة في حمايتنا من الخطر اي عندما نكون بحالة الخطر يرسل دماغنا كل الدم و الاوكسيجين على منطقة الدماغ التي نحن بحاجة لها بمعنى اذا كنت اسير مشيا على الطريق و فجأة زمر احد بقوة للوهلة اشعر بالخوف يترافق ذلك دقات قلب سريعة عندها يرسل الدم على المنطقة المسؤولة التي تحمينا من الخطر و النتيجة الانتباه وهذا ما يحصل بنا اليوم حيث تتحكم بنا هذه المنطقة في الدماغ مما لا يعرف اللبناني ان ياخذ القرارات الصحيحة اي كلما سار البلد الى الوراء نجد عقل الانسان يضطر ان يتحمل الوضع مثلما هو متسائلا من هو المسؤول الذي اوصلنا الى هذا المستوى من الحياة حيث لا يستطيع ان يرى الحقيقة بهذا الموضوع مما بات هدفه ان يحمي نفسه من الخطر تلقائيا ويقوى الخوف في النفوس لتصبح قرارتنا غيرمنطقية و اكثر عاطفية وهذا ما يفسراليوم ردات الفعل العنيفة عند الناس مثلما يحصل على سبيل المثال امام محطات الوقود من شجار و عراك في ما بين اللبنانيين لان دماغهم يعتبر ان الخطرموجود اينما ذهبوا .”
و تابع الدكتور كيروز :”ان الحل الوحيد يكمن في اعادة الثقة ببعضنا البعض لان كل شخص مسؤول عن الحالة التي وصلنا اليها و عن استمرار الوضع المتأزم على ما هو عليه كونه انتخب المسؤول نفسه لان ليس عنده غير حل خصوصا وان حياته متوقفة عليه و للاسف كلما يزداد الوجع في لبنان كلما الناس تتمسك اكثر مع الفريق المسؤول التي تتبعه من قبل دون ان يسألوا لماذا وصلوا الى هنا وبالتالي تزيد تبعية للمسؤول اكثرمن قبل وهذا ما يفسر ما وصلنا اليه من انهيار البلد حيث بات تفكير الناس تأمين حياتهم مما يتعب الجسد و النفس لديهم و ان الدماغ اللبناني ينذره بالخطر مع العلم ان الحل يكمن باللجوء الى المفكرين و القيادين الجدد لنسلم مصيرنا لهم لاننا عاجزين عن تصليح الماضي كون المسؤولين اليوم غير مبالين بهموم الناس فاستفادوا منهم لاخر رمق همهم فقط جني الاموال دون الاهتمام بالمستقبل . للاسف ان الشعب لم يعي هذه الخطورة مما يفش خلقه ببعض البعض ويلجا الى الحلول المؤقتة دون معالجة المشكلة التي تكمن في التحاور مع كل مجموعة لا بعاد المخاوف و اعطاء فرصة لبعض في انقاذ لبنان كون اللبناني لم يعد عنده القدرة على التحمل مما نجده اكثر توترا لدرجة لم يعد يستطيع ان يفكر بالمنطق مع العلم ان الحل يكمن عن طريق المحبة و التسامح بالحوار والافكار الجديدة لكي نستطيع التغيير.”