تدعو منظمة الصحة العالمية بالتزامن مع يوم الصحة العالمي، الجميع -الحكومات والشركات والمهنيين الصحيين والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية والأفراد- إلى حماية كوكبنا وصحتنا.
وقد احتفل بهذا العام تحت شعار “كوكبنا ، صحتنا” مع التركيز على التهديدات البيئية وتأثيراتها على صحة الكوكب.
و في هذه المناسبة ، اغتنم مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان الفرصة، لإطلاق استراتيجية البيئة والصحة 2021-2026 التي تم وضعها بالتشاور مع أصحاب المصلحة الرئيسيين. حيث ستقود وزارة الصحة العامة ووزارة البيئة تنفيذ أنشطة هذه الاستراتيجية.
ويحدد الإطار الاستراتيجي 2021-2026 الذي تم تطويره حاليًا لمدة 5 سنوات، الاستجابات الاستراتيجية والأنشطة الاستراتيجية والأنشطة الفرعية ، والتنسيق والتعاون مع أصحاب المصلحة الحكوميين وغير الحكوميين ، والإطار الزمني للتنفيذ ، والمؤشرات التي سيتم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بحلول عام 2025 و 2030 ، مع التركيز على تسع أولويات للصحة البيئية تم تحديدها في المنطقة العربية.
يلتزم لبنان بإطار العمل الاستراتيجي الوطني مع استراتيجية الصحة والبيئة العربية 2017-2030 واستراتيجية المكتب الإقليمي لشرق المتوسط للصحة والبيئة 19 -2014. ويعتبر ذلك أمر أساسي من أجل رفاهية الشعوب.
وفي هذا الاطار، أشارت الدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان في خطابها: “اود ان أؤكد ان العناية بالبيئة والبيئة الصحية هي اهداف توازي بأهميتها محاربة الفقر والتنمية الاقتصادية، لا بل هي شرط أساسي لتحقيق رفاهية الشعوب”.
تعاني دول العالم من التغيير المناخي، مما ينعكس بدوره على الصحة العامة. ففي إقليم شرق المتوسط، تتحمل المخاطر البيئية، ومنها تغيُّر المناخ، مسؤولية 23% من إجمالي العبء المرضي، وما يصل إلى 30% من العبء المرضي للأطفال. إذ يموت قبل الأوان ما يُقدَّر بمليون شخص سنويًّا نتيجة العيش والعمل في بيئات غير صحيّة.
لذلك يقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: “إن الأزمة المناخية هي أيضًا أزمة صحية، فمن المستحيل أن تجد مجتمعًا يتمتع بالصحة في بيئة ملوّثة، ومن المستحيل أن تجد بيئة نظيفة في مجتمع يفتقر إلى الصحة. وقد أبرزت جائحةُ كوفيد-19 العالمية إلى أي مدى أصبح عالَمُنا متشابكًا وسريعَ التأثر، وإلى أي درجة بلغ به المرض”.
ومما زاد الطينة بلّة خلال الاعوام المنصرمة ، تفشي جائحة كوفيد – 19، اذ أن هناك أدلة متزايدة على وجود صلة مباشرة بين التغير البيئي وظهور كوفيد-19 أو سريانه.
ومن ناحية أخرى، فإن الجائحة استقطبت الموارد المُوجَّهة إلى جهود التنمية، وفرضت ضغوطًا إضافية على النظم الإيكولوجية والنظم الصحيّة. غير أنّها أسفرت عن بعض الآثار البيئية الإيجابية القصيرة الأمد، من خلال انخفاض حركة السفر العالمية، بعد فرض إجراءات الحَجْر الصحي في جميع البلدان، وانخفاض عدد التجمعات الحاشدة، وزيادة الالتزام بتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها التي أدت جميعها إلى تحسينات بيئية. لذلك علينا أن نحرص على استدامة هذه التحسينات.
أما على صعيد لبنان ، فيتفاقم الوضع بسبب نقص الطاقة الكهربائية، الذي يحل محله الاعتماد الكبير على المولدات الكهربائية. وهذا يؤدي إلى تفاقم تلوث الهواء ليس فقط في المدن، ولكن أيضًا في القرى والمناطق النائية الأصغر. كذلك شهد التغير المناخي الذي أدى إلى موجات الحر، العديد من الحرائق التي تسببت في تلوث الهواء والتهمت الطبيعة الخضراء الغنية في لبنان.
وفي هذه المناسبة، كان هناك كلمة لوزير الصحة اللبناني الدكتور فراس الابيض “من الدروس التي تعلمناها من الوباء أن الخطوة الأولى لحل أي تحد تكمن في الاعتراف بوجوده وفهم اسبابه، ثم تطوير خطة للمضي قدماً. هذا، بالطبع، لا يمكن أن ينجح دون أن يقوم على إرادة قوية للتغيير، وعلى أمل بغدٍ أفضلٍ. والآن لدينا فرصة لبناء أنظمة صحيّة أفضل للمستقبل. وبدون هذه الأنظمة، سنكرر أخطاء الماضي”.
من جهته اكد الدكتور ناصر ياسين، وزير البيئة، “ان قناعتنا التامة ان تعافي لبنان قادم، تعافي لبنان ومجتمعه وإقتصاده وسكانه يجب ان يكون تعافياً مبنياً على مبادىء الاستدامة وحاجة البيئة وتعزيز صحة ورفاه اللبنانيين وهذا الهدف يجب ان نعمل عليه من اجل ان نحققه”.