ربما أجواء “العصفورية” وتعميم حالة الجنون هي الأكثر ملاءمة لتمرير أكبر وأخطر صفقة سرقة للمال العام يعرفها لبنان في تاريخه الحديث. ولهذا نسمع اليوم الكثير من الحديث عن الجنون، جنون الرفض، وجنون الترحيل، والتفنن في إضاعة الناس في سيل من التعابير، واستحداث المصطلحات، وإغراق الجميع في بحر هائج من الجنون، وكل ذلك كرمى لعيون صفقة الترحيل الدسمة على حساب سمعة لبنان في العالم، والإضرار بمصالح اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم والبلاد، المتقدمة منها والنامية، وعلى حساب أموال الصندوق البلدي المستقل، المليء بأموال اللبنانيين، المعدة للتنمية المحلية في كل مناطق لبنان.
ومع ضجيج حفلة الجنون هذه، يسمع قرقعة طبول ميليشياوية مستحدثة، على لسان وزير حالي ووزير سابق، يكيلون التهديدات والعنتريات علَّهم يستطيعون تسويق محرقة بدائية، لا هي مجهزة بفلاتر لتحمي الناس من سمومها، ولا هي مجهزة بنظام لاسترجاع الطاقة، مما يضطر أصحابها للكذب على الناس، وعلى الهواء مباشرة، أنهم سيشغلون مولد كهرباء ليوزعوا عليهم كهرباء بـ”بلاش”. إذن الميليشيا الجديدة للمحارق الملوثة تعد بأنها سترشو الناس بكهرباء، من مولد سوف تضعه على مقربة من محرقة تسميم أجوائهم.
ولا يتورعوا هؤلاء أن يجاهروا بصلافة لم يعرفها لبنان من قبل بتجاوز كل القوانين والمراسيم والقرارات والتعاميم والتشريعات المنظمة، المعمول بها في لبنان، وكأننا أمام حالة من تعطيل العمل بالتشريعات والقوانين، والدخول في مرحلة العنتريات في كل ضيعة وحارة ومنطقة.
نحن انتقدنا بعض سياسات وزير البيئة في حالات معينة، ولكننا نراه اليوم في الموقع السليم داعيا لاحترام وتطبيق القوانين والمراسيم والأنظمة، التي نحرص جميعا كل الحرص على تطبيقها من قبل الجميع، ولا أحد فوق القانون، حتى وإن ملأ الأثير بأكاذيبه وعنترياته “البايخة”.