تستمر الميليشيا الجديدة للمحارق في صراخها ترويجا لبضاعتها الملوثة والبدائية، تريد القفز على القوانين والمراسيم والأنظمة، وتجنح لتعطيل الوزارات المعنية وتحييد دروها، لتبقى ساحة الفوضى والتسيب مشرعة لها لتعيث بالجو فسادا وتلويثا، ولتنتزع حصتها من “كعكة” النفايات الشهية والمغرية، بالقوة والتضليل، وتبذل في سبيلها كل أنواع “العنتريات” و”البهورات” ونشر الأكاذيب، عبر الإكثار من الضجيج والكلام في كافة وسائل الإعلام، تطبيقا لمقولة: “أكذب، أكذب، ثم أكذب حتى يصدقك الناس”.
نعم نعرف كل تفاصيل محرقتكم، وهي مشرعة على صفحة الشركة المنتجة والمسوقة على الإنترنت، وكنا قد كتبنا صفحات طويلة في شرح وتفنيد عملها، ومخاطرها على تلويث الجو، وما يترتب على ذلك من مخاطر مباشرة وبعيدة المدى على الصحة البشرية، لا سيما على الاطفال، الأكثر هشاشة حيال التلوث الخطير الذي تنتجه محارق النفايات، فكيف بمحرقة بدائية غير مجهزة بالفلاتر وبأبراج غسل الغازات، ولا بمنشأة لمعالجة الرماد بنوعيه، المتطاير المجموع من الفلاتر، ورماد القاع المتبقي في غرفة الاحتراق، ولا هي مجهزة بنظام لاسترداد الطاقة كما تدعي ميليشيا المحارق في كل حملتها الترويجية الصلفة.
أنتم يا أبطال ميليشيا المحارق من يلهث وراء السمسرات والبحث عن حصة في حفلة جنون النفايات التي تنشرها الحكومة، تارة في تعميم المطامر البعيدة والمختارة دون أناة أو احترام لمعايير الموقع، وطوراً بالترحيل المجنون، أنتم اللاهثون وراء مصالحكم الذاتية ولو حساب صحة شعبكم وأهلكم. أنتم لستم في موقع من يوجه الاتهامات لمنتقديكم، أنت في قلب الاتهام بالمتاجرة بأزمة النفايات، التي أوصلتم البلد إليها بسياساتكم الخرقاء، والتي لا ترى في ملف النفايات إلا الصفقات لمصادرة أموال الصندوق البلدي المستقل.
أنتم تجهدون لاقتناص حصتكم من حفلة الجنون هذه في محرقة بائسة، بدائية، ولا تتورعون عن قول أي كلام، لا يرقى للعلم بشيء، بل بوسائل ترويجية رخيصة، تهزأ بعقول الناس وعلمهم، وبصحتهم وصحة أطفالهم وأجيالهم القادمة.
لن تمر أكاذيبكم، وعودوا إلى رشدكم، فقط تطبيق القانون هو الممر الوحيد للجميع، ولن تنفع “هردباتكم” ولن تمر تهريجاتكم “البايخة” على أحد.