د. ناجي قديح

منذ أزمان بعيدة يتبادل الناس إهداء الزهور والنباتات في مناسبات عديدة، ويمكن أن تهدى الزهور فرادى، أو في باقة، أو نبتة في وعاء.

تهدى من نوع واحد ومن لون واحد، أو تشكيلة من عدة أنواع، ومن عدة ألوان. في كل الحالات، تبادل الزهور تعبير عن عواطف رقيقة، وعن مشاعر متفاوتة ومتنوعة. تحمل باقة الزهور معان ومشاعر يريد هاديها أن ينقلها للشخص أو الأشخاص المهداة إليهم.

يكون اختيار الزهور، نوعها ولونها وتشكيلتها، إما عشوائيا، وإما بالاعتماد على التلقائية والعفوية، والصدفة، وإما أن يكون اختيارها توليفة جمالية تبحث عن الانسجام والتناسق. ولكن من يعلم منا أن هناك لغة تعبيرية للزهور؟ وللألوان؟ فكل نوع من الزهور تعبير عن نوع محدد من المشاعر، ويحمل رسالة دقيقة في تعبيرها، وكذلك لون الزهور، فلكل لون معنى، وتعبير عن طيف من الأحاسيس والمشاعر.

مع تعرفنا على أبجديات هذه اللغة، وطرق تعبيرها، يمكن لنا أن ننسق اختيارنا من أنواع الزهور وألونها، جملا من المشاعر، والرسائل، وتوليفات من كلمات وجمل وفقرات هذه اللغة الرقيقة، يلفها الجمال ويعطرها عبير الرياحين.

الورود، الأكثر استعمالا في لغة العاشقين، يهديها الناس لبعضهم البعض، للتعبير عن مشاعر وعواطف وأحاسيس يراد لها أن تصل بقوة للشخص المحبوب دون استعمال الكلام ولا الجمل المباشرة.

الورود عموما، منفردة أو في باقة، تعني التعبير عن “كم أنت جميلة في عيوني، وكم أنا أحبك”. اللون المحدد يدقق الرسالة، ويضع النقاط على الحروف. باقة الورد الأحمر تريد أن تقول: “أحبك حتى الجنون”، وهي تعبير عن الهيام والرغبة الجامحة باللقاء.

وباقة الورد الزهري هي تعبير عن “قسم الحب”، وهي تقول بلغة الزهور وألوانها “أحبك بمنتهى الرقة والحنان”. وتمرير وردة صفراء في باقة من الورد متعددة الألوان، أو باقة من الورد الأصفر، يعني أن “اعتذارك مقبول”، ولنعد إلى سابق عهدنا، وقطوع الشك “بقلة الإخلاص” قد أصبح وراءنا.

أما الورد الأبيض، فهو تعبير عن “صفاء مشاعر الحب ونقائها”، وأن الحبيبة “تلفها البراءة وفتنة السحر”. وورود الأضاليا تعني “أنك حقا محبوبة لطيفة”. أن تهدي المرأة، التي تحظى بإعجابك وردة “جبال الألب”، تحمل رسالة واضحة لتقول: “أريد فعلا أن استحقك”. أما الوردة البرية فهي ترمز إلى رسالة مفادها: “أني سأتبعك إلى أي مكان، حتى إلى آخر الدنيا”.

إن لغة الزهور وألوانها لغة غنية بالتعبير بلا حروف ولا كلمات، وهي لا تحتاج إلى كثير من العناء لإتقانها.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This