في لبنان عجقة رئاسية مفاجئة، كأنَّ الزمنَ لم يعد يحتمل، أو كأنَّ الجميعَ تنبَّــــهَ أن لبنان بلا رئيس منذ… وقت.
لا أحد من المرشحين، كما المرشحين كذلك الناخبين يملك ترف الاهتمام بالصغائر، أي حياة الناس ولقمة عيشهم وبيئتهم وصحتهم ونفاياتهم، لذلك لا تجد في البرامج أو التصريحات أو البنود الرئاسية التي يمكن تحولها الى خطاب قسم، أية اشارة إلى الصغائر المذكورة آنفا.
أحدهم، من المهتمين بالشأن الرئاسي لم يعتبر أن “سد جنة” قضية تستأهل الاشارةَ أو مرفأ عدلون، أو أسطورة ترحيل وتصدير النفايات، أو ظاهرة الأمراض الغريبة العجيبة التي تصيب القاطنين على الارض اللبنانية بجنسياتهم المختلفة.
في العالم يتميز المرشح بطروحاته للمستقبل وبآفاقه للآتي من الايام والسنوات، ولإمكاناته بالترقب والاستعداد لمواجهة التحديات التي تفرضها الحياة، أما عندنا، فأزماتنا الحالية خارج السياسة، بمعنى ضيق لا تستأهل الحديث، فكيف بالبيئة والانسان وبالمستقبل أيضا؟
في السياسة العامة، ومع أي توجه بين “الآذاريين” تكوّن يمكن الاختيار، ولكن في البيئة سؤال يفرض نفسه اليوم على المرشح الأبرز، أي ميشال عون، بعض من جماعتك مع “سد جنة” كأنه قضية حياة أو موت، والبعض الآخر مع المحارق لو كانت أشبه بأفران، وفي الوقت نفسه يتهمون الناس ويحاضرون بالعفة.
ألا يمكن الاهتمام بهذه القضايا ولو قليلا، لأن فئة كبرى من الناس تهتم لها، ولأنها تطاول حياة جميع الناس؟
أم أن مجرد السؤال هو في خانة المؤامرة والتوظيف، كما قال سرا أحد المبشرين بالمحارق بعد نفيه لدى السؤال، وهو يعرف تماما كذب ما قال بالنسبة للمواصفات كما لمقاربة موقعنا للمسألة؟
تصبح الرئاسة رئاسة جدية وحقيقية حين تهتم بشؤون الناس، لا حين تصبح هدفا للوصول، مهما كانت الاثمان!
