أعتقد أن تاريخ اليوم، لناحية درجة الحرارة والضغط الجوي ونسبة الرطوبة واتجاه الريح وسرعته وارتفاع موج البحر ودرجة حرارة مياه البحر السطحية، هو مناسب جدا وملائم تماما لكي تعلن الحكومة الفشل الذريع للجنة النفايات المكلفة معالجة الملف، وأن تسترده إليها لتتدبر أمره وفق المباديء وخارطة الطريق، التي تعلنها الحركة البيئية مع ما يزيد عن 144 جمعية ممثلة للمجتمع المدني اللبناني أحسن تمثيل.
يسجل مؤشر الفشل أعلى منسوب له في التعامل مع النفايات الموجودة في الشوارع، التي لا تزال مستمرة في التراكم والتعفن والانتقال مع الريح ومع السيول إلى عتبات بيوت الناس، وفي التسرب إلى أعماق الأرض وتهديد سلامة البيئة والصحة العامة بأكبر المخاطر.
ويسجل مؤشر الفشل أعلى درجة له مع الإصرار على الطمر واختيار مواقع المطامر، موضوع الصفقة الأولى، التي أفشلها وعي اللبنانيين في كل المناطق.
ويسجل مؤشر الفشل أرقى مستوى له على الإطلاق مع مسلسل ترحيل النفايات، موضوع الصفقة الثانية، وتساقط الخيارات المبنية على أوراق مزورة، أو مساعي الرشوة والتلاعب على القوانين والإجراءات المرعية في اتفاقية بازل والقانون الدولي، وبعيدا عن أي تنسيق ضروري مع سكرتارية الاتفاقية وتحت إشرافها.
ويسجل مؤشر الفشل أعلى مستويات له في عدم القدرة على استيعاب المفاهيم البسيطة للإدارة المتكاملة للنفايات وفق رؤية التنمية المستدامة. فلا الفرز يصل إلى العقول، ولا التدوير يرقى إلى الفهم، ولا التسبيخ هو في متناول الاستيعاب، ولا المعالجة هي من عمل الباحثين عن الصفقات المشبوهة، ولوعلى حساب كل الوطن.
ويسجل الكتمان أعلى مرتبة للفشل، إذ ينصح العارفون بجرعة من الشفافية تخفف حدة حياكة الصفقات المشبوهة في ظلام الليل الحالك.
حان الوقت لإعلان الفشل الذريع وذهاب أعضاء اللجنة المكلفة إلى بيوتهم، مع تقلبات الطقس البارد في هذه الأيام التي انطلقت سريعة في الشهر الثامن من عمر الأزمة.
كفى لقد فشلتم، إرحلوا إلى بيوتكم!
د. ناجي قديح