كل مرة تطالعنا “منظمة الصحة العالمية” بتحذير مفاجىء من وجود أنواع من الفيروسات وكل منها له حكاية، وتنشط اليوم وسائل الاعلام في تعميم تحذير من فيروس “زيكا” الذي يهدد أميركا الجنوبية، ولا يرحم المرأة الحامل في حال انتقل اليها العدوى من خلال بعوض حامل الفيروس، ما ينتج عنه خلل وتشوهات خلقية في الجمجمة.
ويبقى ثمة سؤال: ماذا لو انتقل الفيروس الى لبنان، كوننا نعيش مع النفايات بكل اسف ولا حماية صحية ولا بيئية؟ وهل فعلا هناك احتمال لجهة انتقال الفيروس الى لبنان خصوصا؟
بعض خبراء الصحة أكدوا لموقعنا greenarea.info وجود بعوض اسمه Tiger Mosquito يتكاثر وسط النفايات، فهل نحن في دائرة الخطر؟
منظمة الصحة العالمية تحذر
ينتشر فيروس “زيكا” بواسطة البعوض الزاعج، وهو النوع نفسه من البعوض الذي ينقل حمى الضنك والحمى الصفراء وحمى التشيكونغونيا”، بحسب ما جاء ما أشارت اليه منظمة الصحة العالمية، ولم يبلغ عن حالات إصابة بالفيروس حتى الآن في إقليم الشرق الاوسط، ولكن هذا النوع من البعوض موجود في العديد من البلدان، لذلك ينبغي على قادة الحكومات اتخاذ خطوات لمنع الفيروس من الانتشار، خصوصا إذا كان المسافرون العائدون من البلدان المتضررة مصابين بالفيروس.
يعاني المصابون بفيروس “زيكا” من حمى خفيفة وطفح جلدي والتهاب الملتحمة، ويعرف أيضاً بالعين القرنفلية، لمدة تصل إلى أسبوع. ولكن، لأول مرة، حدثت زيادة حادة غير طبيعية في ولادة لأطفال ذوي رؤوس صغيرة الحجم ومتلازمات عصبية. ولم يثبت حتى الآن على وجه اليقين أن الفيروس يسبِّب تشوهات خلقية، ولكن الأدلة تشير بقوة أن هناك صلة والتقصيات لا تزال جارية.
وحيث إنه لا يوجد علاج أو لقاح متاح حالياً، فإن أفضل وسيلة للمواجهة هي الوقاية من لدغات البعوض، وخصوصاً خلال النهار، وهو الوقت الذي تميل فيه هذه الأنواع من البعوض للدغ.
كما يمكن للناس حماية أنفسهم وذويهم من خلال استخدام طوارد الحشرات، وارتداء الملابس التي تغطي أكبر قدر من الجسم قدر الإمكان، واستخدام الحواجز المادية مثل الشاشات، والأبواب المغلقة والنوافذ، وتفريغ أي حاويات بها مياه راكدة، لأنها غالباً ما تكون مواقع خصبة لتكاثر هذا البعوض.
د. ابي حنا: دور البلديات في اتخاذ التدابير العاجلة
“انه فيروس اكتشف قديما ينتقل من خلال لدغة بعوض يتكاثر في اميركا، اما في لبنان فهناك بعوض يشبهه اسمه tigermosquito يخشى ان يحمل الفيروس زيكا، ولكن الأمر ليس محسوما حتى الآن، لان لا اصابات في لبنان بفيروس زيكا، انما نخشى ما نخشاه مع تغيير الطقس وانتشار المشتنقعات الراكدة وتكدس النفايات ان يكون هناك احتمال تكاثر هكذا نوع من البعوض، ولهذا نشدد على اهمية دور البلديات في رفع أكوام النفايات، أو على الاقل اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر و اتباع الشروط الصحية الوقائية”.
هذا ما أكده لموقعنا الاخصائي في الامراض الجرثومية الدكتور بيار ابي حنا .
د. الهراوي: لا لقاح ضد الفيروس
كما اوضح الاخصائي في الامراض الجرثومية الدكتور الياس الهراوي لـ greenarea.info “ان المشكلة التي نواجهها اليوم ان هذا الفيروس ليس له علاج، وحتى ان اللقاح ما زال قيد الدرس، يحتاج الى اكثر من سنتين لنشره في السوق الدوائي، وليس بمستغرب ان ينتشر يوما ما في لبنان اذا استمرت النفايات من دون اي معالجة”، ولفت إلى أن “الفيروس يصيب الخلايا العصبية لادمغة الاطفال ويؤدي الى تشوه الرأس لديهم”.
وزارة الصحة توضح
من جهة اخرى اوضحت رئيسة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة الدكتور عاتكة برّي لـ greenarea.info “ان ما بين 70 الى 80 بالمئة من فيروس زيكا يطال النساء الحوامل عبر لدغة البعوض، ليصيب الجنين بتشوه في الدماغ، اما في ما خص احتمال انتقال هذا الفيروس عبر البعوضة الموجودة في لبنان واسمها tiger mosquito فما زال الاحتمال نظري عائد الى تكاثر هذا البعوض مع انتشار النفايات من دون اي معالجة لغاية اليوم”.
وقالت برّي: “نخاف من ان نصاب بالسرطان في المستقبل القريب، ولو بعد عشر سنوات في ظل تراكم النفايات، وانتشار الديوكسين الناتج عن حرقها، عدا تسرب النفايات إلى المياه الجوفية، ما يهدد السلسلة الغذائية، هذا هو الخطر الذي نخاف منه اليوم ونحذر من تداعياته السلبية على الصحة العامة”.
