استضاف لبنان في السبعينيّات المؤتمر العالمي للمدن لحماية البحر المتوسط من التلوّث، مباشرة بعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية – استوكهولم، 1972 (ﺍﻟــﺒــﺪﺍﻳــﺔ ﺍﻟـﻔـﻌـﻠـﻴـﺔ ﻟـــ «ﻋـﻮﻟـﻤـﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ»)
وفي العام 1976 وقّع وصدّق لبنان على اتّفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط من التلوث ومعظم بروتوكولاتها وبدأ يساهم بتنفيذ الخطّة الزرقاء.
شارك لبنان مع ١٧٢ دولة في قمّة الأرض مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية 1992 وافق ووقّع وصدّق على روزنامة القرن ٢١ وإعلان قمة ريو واتفاقيّات قمّة الأرض.
وأسّس بعدها وزارة البيئة وصار يوقّع ويصدّق إتّفاقات البيئيّة المتعدّدة الأطراف لترويج التنمية المستدامة، بالرغم من إنها غير ملزمة قانونًا، ولكن كان من المتوقع بلورة الأطر الوطنية لتحقيقها.
لبنان شارك العديد من القضايا المتعلقة بالتنمية المستدامة، نذكر بروتوكول التربية البيئيّة بين وزارة البيئة ووزارة التربية 1993، وكيف ساهمت مع عدد من الخبراء في بلورة الإستراتجيّة اللبنانيّة للتربية البيئيّة من أجل التنمية المستدامة 1996 وبدعم من منظمة الـ UNESCO وبرنامح الأمم المتحدة الانمائي الـ UNDP.
لا ننسى ايضاً مشاركة لبنان في بلورة أهداف الألفيّة للتنمية 2000- 2015 وكيف يساهم ببلورة أهداف التنميّة المستدامة ومؤشراتها 2016-2030.
سؤال اليوم الذي يخطر على بالي بعد الحوادث الأليمة والكوارث الإنسانيّة التي نعيشها، وبرأيي هذا السؤال يجب ان يطرح بقوّة على الساحة المنكوبة! هل فهم مصطلح التنمية المستدامة؟ أو بعبارة أخرى هل نجحنا في شرح مصطلح التنمية المستدامة بطريقة وافية؟
منذ التسعينيّات وهذا المصطلح على لسان الجميع من صنّاع القرار، والإعلام، والمجتمع الأهلي والمدني، والاكادميّين والشركات الخ. صارت “التنمية المستدامة” في كل اتّفاقية في كل برنامج وفي كل شروط المساعدات والقروض والمنح العالميّة والأقليميّة والمحليّة.
-“عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط ان تلبّي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها”
– “التنمية التي تعزز الازدهار والفرص الاقتصادية وزيادة الرفاه الاجتماعي وحماية البيئة — توفر أفضل السبل لتحسين عيش الناس في كل مكان” الأمم المتّحدة
-“تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل”.
-“تُجرى التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسة هي النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية”
سؤال ثاني يخطر على بالي ايضاً بعد الحوادث الأليمة والكوارث الإنسانيّة التي نعيشها، واليوم برأيي يجب ان يطرح بقوّة على الساحة المنكوبة!. هل يعقل ان الشق الإجتماعي وهو أحد ركائز التنمية المستدامة مشوّش؟ أو بعبارة ثانية مغبّش لم ينل القسط الكافي من العمل والشرح والتطبيق ؟
بعد 24 عاماً من قمّة الأرض للتنمية المستدامة وتوقيع-تصديق معظم الإتفاقيّات المتعددة الأطراف والبروتوكالات، وبعد تقريباً 23 عاما من بروتوكول التربية البيئيّة و 20 عاماً من الإستراتجيّة الوطنيّة للتربية البيئيّة، وبالتزامن مع حال البيئة والتنمية في لبنان والتراجع الشامل وفي ظل عدم وجود استراتيجية شاملة متكاملة للتنمية المستدامة، السؤال الثالث الذي يخطر على البال بعد الحوادث الأليمة والكوارث الإنسانيّة التي نعيشها واليوم برأيي يجب ان يطرح بقوّة على الساحة المنكوبة! هل انجزنا المهمة؟ طالما الجواب سهل … كيف نصلّح؟
* استشاري في مجموعة معرفة للتنمية المستدامة
أن الاراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع