د. أكرم سليمان الخوري

يتعدى دور الغابات في إنعاش الاقتصاد الوطني حدود الفوائد الاقتصادية المباشرة، ليشمل الفوائد غير المباشرة أيضاً، والمتمثلة في تحقيق التوازن البيئي، وبالرغم من صعوبة تقدير تقييم هذه الفوائد مادياً، إلا أن دورها في بناء الاقتصاد الوطني واضح، لارتباطها الوثيق ومساهمتها الفعالة في زيادة الانتاج الزراعي، واستدامته وتحقيق الامن الغذائي على المدى البعيد.

الغابات ليست مجرد مساحات واسعة من الاراضي تسود فيها الأشجار فحسب، بل هي نظام بيئي شديد التعقيد، مكون من مجموعة من الكائنات المنتجة (النباتات الخضراء)، ومجموعة من الكائنات المستهلكة والتي يمكن أن تزداد أو تنقص حسب كثافة وتنوع الغطاء النباتي، إضافة إلى مجموعة من الكائنات المحللة، وهي في تفاعل مستمر مع البقايا غير الحية من (أغصان وأوراق يابسة تسقط على الارض). وتعد بالنهاية من الموارد الطبيعية المتجددة تستمد أهميتها من مقدرتها على تحقيق كل التوازن البيئي والاقتصادي بآن واحد. بالرغم من كل ذلك واجهت تنمية الغابات وما تزال تواجه مشاكل عديدة، لأن الاستثمار في مجال الغابات استثمار طويل الأمد، ولا يجذب المستثمرين الذين يسعون إلى الربح السريع.

بشكل عام تعاني المناطق الجافة من نقص في الموارد الطبيعية المتجددة (موارد مياه، أراضٍ صالحة للزراعة، غطاء نباتي طبيعي)، وبالتالي نقص في الغذاء والعلف والوقود، مما يضطر المواطنين للقيام بممارسات خاطئة في استغلالهم لأراضيهم وقطع أشجار غاباتهم، والتسبب في تدهور البيئة والتصحر.

إن استعادة الغطاء الشجري يعمل على الحد من تأثير الرياح، وانسياب مياه الأمطار على السطح، وبالتالي الحد من إنجراف مكونات التربة، وبذلك فهو يحد من الانجراف الريحي والمائي، كما أن الأشجار تزيد من خصوبة التربة بتساقط أوراقها وأغصانها على الأرض وتحللها، مضيفة بذلك موادا عضوية للتربة، كما تساعد الغابة على صيانة وحماية الموارد المائية، بما في ذلك تغذية أرصدة المياه الجوفية، وتمثل الغابات أعلى درجات التنوع الحيوي الذي يسعى لتحقيقه علماء البيئة والموارد الطبيعية المتجددة، فالتنوع الحيوي يعني استقرار النظم البيئية المنتجة وتوازنها، وعليه، فإن الغابات تمثل نظماً بيئية ذات طاقات انتاجية عالية ومستدامة وواقية للنظم البيئية المنتجة الأخرى، بحيث تساعد على استدامة انتاجيتها.

تلعب الغابات أيضاً دوراً مهما في تلطيف وتنقية الجو من الملوثات، وذلك بامتصاص ثاني أوكسيد الكربون من الهواء، وإطلاق كميات من الاوكسجين أثناء عملية التمثيل الضوئي.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This