عباس ابراهيم زهر الدين

هل تمكنا من شرح مفهوم التنمية المستدامة؟ وتاليا، هل يعقل أننا لم نعمل على الشق الإجتماعي فيها؟ لقد فشلنا وهذا واضح ومؤكد، لكن كيف يمكن إصلاح واقع الحال؟
نسعى ولا نزال من زمن بعيد للإجابة عن هذه الأسئلة، وفي سعينا للإجابة (مع ذواتنا أو بين شخصين أو ضمن مجموعة)، يمكن أن نساهم في تحسين حال البيئة والتنمية في لبنان، خصوصا وسط ما نشهد من تراجع شامل وعدم وجود استراتيجية شاملة متكاملة للتنمية المستدامة، فضلا عما نشهد من حوادث أليمة وما نعيش من كوارث إنسانيّة، ويمكن أيضا أن نساعد بتحصين قدراتنا في مجال التوعية، وفي مجالي التربية والتعليم من أجل تكريس مفاهيم هذه التنمية وتأمين استدامتها.
تعريفات كثيرة عن التنمية المستدامة ما تزال تتحدث لغاية اليوم، عن ترابط جيل اليوم مع جيل قادم أو أجيال قادمة: “التنمية المستدامة هي التي تلبي حاجات الحاضر دون التفريط في تأمين حاجات أجيال المستقبل”.
تعريفات قمنا باسخدامها دفعة واحدة “دُكمة”، وكثر قالوا بكل صراحة أن هذا مصطلحا “غَسَل أدمغتنا”، نخبة من الناس كانت تعمل في مجال المساعدات الإنسانيّة والتنمويّة، وفي مجالات الحقوق والحرّيات والبيئة، فجأة أصبح من اللازم أن تصرخ وتكتب “التنمية المستدامة”، ربما مصطلحات الأمم المتحدة “غير شكل”! وما تزال الى اليوم على كل لسان، ولغاية اليوم يتم استخدامها في وسائل الاعلام كافة، وفي كل المعاهدات والسياسات والتحالفات والبرامج والمشاريع والحملات والمبادرات.
من منّا لم يشارك بترويج التنمية المستدامة؟ ديناميكيّة لم تتوقف لحظة واحدة منذ العام 1992 واجتاحتنا براً وبحراً وجوّاً. وهل نستغرب كم عملنا على “روزنامة القرن 21” Agenda 21؟ ولا نستغرب “شو اشتغلت فينا”؟
نخبة من الناس لا تهدأ، وهذا لا يمكن إغفاله!
وبالرغم من استخدامها و”علكها” يوميّاً من 1992، بقي هذا المصطلح “غير إجتماعي”، بمعنى آخر لم يتم هضمه من قبل المجتمعات المحليّة الريفيّة والحضريّة، والناس يعيشون ما يكفيهم من مشكلات، تجمعهم حاجات آنيّة من مياه وكهرباء إلى لقمة العيش، إلى التربية والتعليم، والمأوى والمسكن، الصحّة والاستشفاء، الوظيفة وفرص العمل.
شاركنا جميعا بالترويج للتنمية المستدامة – والأكتريّة بقناعة – وكنّا نطالب ونركّز على تحريك الإدارات والسلطات المحليّة، مراكز البحوث والجامعات، المزارعين والصناعييّن، الشباب والشابات، المرأة، الأم والطفل، العمّال والنقابات، الجمعيّات الخ، هكذا كان المطلوب في روزنامة القرن 21! حتى وصلنا إلى أن “كل واحد فاتح عحسابه”، وأصبح يحكي بتنمية مستدامة خاصة بقطيعه وبقطاعه، وبلور سياسة خاصة فيه ومشاريع وحملات الخ.
اشتغلت الماكينة – وما تزال تعمل – ولا أحد قادر على إيقافها، وصار الكل مستقلاً عربته مع كل ما بخصّه وحده، موارد بشرية، تقنيّة وماليّة ولو بالتنقيط، وصار لكل عربة امتدادا إقليميا وعالميا، ولكل معاهدة أو تحالف أو محفل دولي امتداده الإقليمي والمحلّي، صار الكل تقريباً “فوكل بوينت” و “أنجؤوزي”حتى النُخاع!

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This