بيار أبي شاهين

تصر بلدية كفريا في شمال لبنان على حرق النفايات في الهواء الطلق. لم تسمع البلدية بعد بقرار وزارة الصحة اعلان حالة طوارئ صحية نتيجة خطر انتشار السرطان نتيجة حرق النفايات. وللاسف لم يزر وفد من وزارة الصحة البلدة ولم يسطر اي مراقب رسمي محاضر بحق المرتكبين، ونامل ان يتحرك الوزير وائل ابو فاعور بعد نشر هذا المقال واعتباره بمثابة اخبار بحق من يهدد آلاف السكان في كفريا وشكا والجوار ويقتلهم ببطئ نتيجة سياسة خاطئة وتدابير تعسفية.
ان هيئة البيئة في شكا شاركت في جميع اللقاءات التي عقدت بين وزارة البيئة والجمعيات الاهلية وتدعو الى التبني العاجل لخطة معالجة مستدامة للنفايات بعيداً عن سياسة الحرق والمحارق، وضرورة تبني مبدأ التخفيف والفرز من المصدر كمدخل لحل بيئي صحي لازمة النفايات.
نقول لبلدية كفريا وكل بلدية تقوم بحرق النفايات … كفى !
الم تقرأوا ما نشرته الجامعة الأميركية في بيروت حول نوعية الهواء وتقيّم مخاطر الإصابة بالسرطان، خلال الأيام التي تحرق فيها النفايات، معلنة في هذا السياق أنه خلال الأيام التي تحرق فيها النفايات تزيد نسبة المسرطنات المنقولة جواً بنسبة 2300 في المئة.
لقد أظهرت نتائج الدراسة أن المعدلات اليومية للجزيئات التي يبلغ قطرها 10 ميكرومترات أو أقل (PM10)، أو 2.5 ميكرومترات أو أقل (PM2.5)، تجاوزت المعدّلات المذكورة في توجيهات الأربع وعشرين ساعة لمنظّمة الصحّة العالمية بما يصل إلى 276 في المئة، و171 في المئة بالترتيب. كما سُجِّلت لها ارتفاعات هائلة في 5 و17 تشرين الأول. كما تمّ قياس تركيزات المعادن التي تُعتبر موشِّراً لحرق النفايات، ومن ضمنها الرصاص، الكادميوم، المنغنيز، التيتانيوم، الكروميوم، الزرنيخ، وكثير غيرها، حسب منهج IO-3.5 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، ووجُد أنّها قد زادت بين 98 و144 في المئة. أما المواد العضوية، وتحديداً الهيدروكربونات العطرية المتعدِّدة الحلقات الست عشرة السامة المُعترف بها من قبل وكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، فقد تضاعف تركيزها الكلي بأكثر من مرّتين، بالمقارنة مع قياسات من تواريخ مختلفة. كما أن القياس، الذي تم بحسب منهج TO-13 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، أظهر كذلك أن أكثر مادة مسرطنة ضمن هذه الهيدروكربونات العطرية، أي مادة البنزو «أ» بيرين (Benzo[a]pyrene)، تضاعف تركيزها بحوالي 2.3 مرات.
ومستويات الديوكسينات الثنائيةِ البنزو والمتعددةِ الكلور والفيورانات السبعة عشر الأكثر سمومية، فتم كذلك قياسها بحسب منهج TO-9 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، ووجد أنها أكثر ارتفاعاً من القياسات الأخرى بنسبة 2754 في المئة. وزيادةً عن ذلك، وصل مستوى الديوكسين الثنائيِ البنزو والمتعددِ الكلور الأكثر سمومية، والمعروف باسم 2,3,7,8 TCDD,، إلى تركيز مرتفع نسبياً في 19 تشرين الأول.
تمّ كذلك حسب تقديرات لمخاطر الإصابة بالسرطان بسبب الهيدروكربونات العطريةِ المتعددةِ الحلقات والديوكسيناتِ الثنائيةِ البنزو والمتعددةِ الكلور والفيورانات حسب منهج برنامجِ النقاطِ الساخنةِ للسموم في الهواء لمكتب كاليفورنيا لتقييم مخاطر الصحة البيئية. وبالتالي، وُجد أن الخطر القصير الأمد للإصابة بالسرطان زاد من نحو شخص في المليون إلى 18 شخصاً في الأيام التي تم خلالها حرق النفايات.
نشير الى هذه الدراسة، دون ان ننسى ان بلدات كفريا وشكا وغيرها من البلديات في قضائي البترون والكورة تعاني اساسا من مخاطر تلوث الهواء نتيجة صناعة الاسمنت وغيرها من الصناعات في المنطقة والتي لا تراعي الحد الادنى من المعايير البيئية والصحية. فمن لم يمت بسبب الاسمنت والاترنيت وغيرها من المواد تريد البلديات ان تقتله بحرق النفايات.
كفى ايها القتلة ؟ كفى ايها المجرمون !

رئيس هيئة حماية البيئة في شكا *

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع greenarea.info

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This