انطلق مؤتمر باريس حول تغير المناخ بصفة رسمية وبسرعة الصاروخ. وقد ساعد التدفق السريع لعدد 150 من رؤساء الدول والحكومات وآلاف من أعضاء الوفود والمراقبين ووسائل الإعلام على تحويل الأصوات المعتادة في الجلسات الافتتاحية لمؤتمر الأطراف إلى هديرٍ مدوٍ. وسيطرت تصريحات القادة على فعاليات هذا اليوم، وقد خضعت هذه التصريحات للفحص من قِبل هؤلاء الذين يسعون إلى العثور على أدلة على ما سيحدث بشأن القضايا الرئيسية مثل الشكل القانوني للاتفاق أو التمويل. وقد قوبلت التعهدات المقدمة من 11 دولة والتي يبلغ مجموعها 248 مليون دولار أمريكي لصندوق أقل البلدان نموا بترحيب حذر باعتبارها مقدمة للأمل في مناقشات تمويل المناخ المقبلة.

وعلى الرغم من روح التفاؤل التي سعى العديد من القادة إلى نقلها في بياناتهم، إلا أن البعض قد شارك البارون وقا، رئيس ناورو في مشاعره حيث حذر الدول من أن تُظهِر “الرضا” في خطابها. وعندما نظر آخرون إلى الوراء وتذكروا دروس الماضي، أشاروا إلى أن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما تلقى نفس “الحفاوة والفرحة الأولية” في كوبنهاغن في عام 2009. أشار أحد المراقبين إلى حرصه على رؤية المفاوضين يشمرون عن سواعدهم، وذكر أنه “لن يتم إنجاز أي شيء في وجود القادة هنا. “ومع ذلك، شوهد عدد من المفاوضين وقد اشتركوا في بعض المناقشات في الزوايا والكافيتريات في مقر المؤتمر بغية البدء في فتح العديد من القضايا التي لا يزال يتعين عليهم حلها.

اليوم الأول من المؤتمر تضمن خلال الفترة الصباحية افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف. وبدأ اجتماع القادة بجلسة افتتاحية تبعتها جلستين متوازيتين انعقدتا في الفترة الصباحية وبعد الظهيرة وفي الفترة المسائية للاستماع إلى بيانات رؤساء الدول والحكومات.

ووجه نحو 150 رئيس دولة وحكومة الاثنين في لوبورجيه نداءات من اجل التحرك للحد من ارتفاع حرارة الارض، من الرئيس الاميركي الى الرئيس الصيني شي جينبينغ مرورا برئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي.

وفي مؤشر الى وعي غير مسبوق لمخاطر الاحتباس الحراري، لم يشهد اي مؤتمر حول المناخ من قبل مشاركة هذا العدد من قادة العالم.

واثنت المنظمات غير الحكومية على الدفع السياسي الذي اعطاه قادة العالم باسره لكنها تنتظر لترى “كيف سيترجم ذلك خلال المفاوضات”.

وفي المساء، انعقدت المجموعات المنبثقة في إطار الجزء الثاني عشر من الدورة الثانية للفريق العامل المخصص المعني منهاج ديربان للعمل المعزز لمناقشة: التمهيد، والهدف (المادة 2) والبند العام (المادة 2 مكرر)؛ تنمية ونقل التكنولوجيا (المادة 7)؛ بناء القدرات (المادة 8)؛ التنفيذ والامتثال (المادة 11)، ومؤتمر الأطراف العامل بوصفه اجتماع الأطراف في بروتوكول كيوتو (المادة 12)، والأحكام النهائية (المواد 13-26)؛ ومسار العمل 2.

وفي اليوم الثاني من اعمال المؤتمر باشرت وفود البلدان الـ195 المشاركة مفاوضات ماراتونية غداة قمة استثنائية لقادة الدول، ومن المحطات الرئيسية للقاءات الثلاثاء، افريقيا التي كانت محور قمة مصغرة لنحو 12 رئيس دولة افريقية بمشاركة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول موضوع “التحدي المناخي والحلول الافريقية”.

وفي حين ينتظر الجميع مؤشرات اكثر جدية يمكن ان تعطي انطباع عن مسار المفاوضات ، كوضوح الالتزامات المتعلقة بالتمويل والتي ينتظر ان تشكل دفعاً للدول النامية للقبول بالتفاوض حول نصوص الاتفاقية، لانه من دون تعهد واضح من الدول الصناعية بدفع الاموال المطلوبة للتكيف مع تغير المناخ، فان الدول النامية لن تكون جاهزة للتراجع عن مواقفها المتصلبة من المفاوضات. وفي حين ظهرت العديد من المبادرات الهامة يوم الثلاثاء ابرزها تقديم ١٢ دولة تعاني بشكل حاد من اثر تغير المناخ خصوصاً الدول الجزرية الصغيرة ، تعهدات عالية جداً متعلقة بالتخلص من الوقود الاحفوري بفترة زمنية قياسية بالمقارنة مع باقي الدول. وفي حال اصرار هذه الدول على ان يكون هذا الالتزام موجود في نص الاتفاقية فان ذلك من شأنه ان يغير في طبيعة المفاوضات برمتها.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This