فيما يواصل مؤتمر باريس فعالياته، يسجل في مكان ما في العالم انقراض نوع أكثر من الكائنات الحية، وهذه حقيقة وثقها خبراء المناخ والعلوم الطبيعية في دراسات كثيرة، خلصت إحداها إلى أن كوكب الأرض يفقد ما بين خمسين ألف ومئة ألف نوع من المخلوقات كل عام، من حيوان ونبات، نتيجة عوامل كثيرة متصلة بالمناخ وتدمير الموائل الطبيعية، ولا منها سيما الغابات.
وبحسب دراسة حديثة، فإن تغير المناخ قد يدفع سدس أنواع الحيوانات والنباتات في العالم إلى طريق الانقراض، ما لم تسعَ الحكومات سعيا حثيثا إلى خفض الانبعاث الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري.
وقال تقرير أوردته دورية “ساينس” Science المتخصصة أن تغير المناخ قد يدفع سدس أنواع الحيوانات والنباتات في العالم إلى طريق الانقراض. وأشارت الدراسة إلى أن أنواع الكائنات الحية في أميركا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندا هي الأكثر عرضة للخطر، لأن الكثير منها يعيش في مناطق محدودة، أو ليس بإمكانه التكيف بسهولة مع موجات الحر والجفاف والفيضانات أو ارتفاع منسوب مياه البحار.
تفاوت واسع
تمثل هذه الدراسة التي نشرت نتائجها خلال العام الجاري متوسطاً لنحو 131 دراسة سابقة عن تغير المناخ، أشارت توقعاتها إلى أن عدد الأنواع التي في طريقها للاندثار يتراوح بين صفر و54 بالمئة من الأنواع في شتى أرجاء العالم، وهو تفاوت واسع النطاق لدرجة كبيرة لا يتيح الاستفادة منه في وضع سياسات خاصة بالحفاظ على الأنواع البيئية.
وإجمالا توصلت الدراسة إلى أن واحداً من بين ستة من الأنواع قد يأخذ طريقه إلى الاندثار إذا تُركت الانبعاثات الغازية على معدلاتها الحالية، وإذا لم يتم وقف ارتفاع درجة حرارة الكوكب بواقع 4.3 درجة مئوية فوق معدلات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2100 ، ذلك تنفيذاً لأحد سيناريوهات لجنة الأمم المتحدة الحكومية الدولية بشأن تغير المناخ.
فقدان الموائل
وفي هذا السياق قال مارك اوربان من قسم البيئة والنشوء البيولوجي بــ “جامعة كونيتيكت” الأميركية “ربما كان من أكثر الأمور المثيرة للدهشة أن مخاطر الانقراض لا تزيد فحسب مع ارتفاع درجة الحرارة بل إن معدلاتها تتسارع”.
من جهته قال ماركو لامبرتيني المدير العام لـ “الصندوق العالمي لصون الطبيعة” World Wide Fund for Nature (WWF) إنه في حين إن فقدان مكان المعيشة، أي فقدان الموائل والصيد الجائر من أبرز المخاطر في الوقت الراهن، فإن تغير المناخ سيكون “السبب الأول للانقراض على المدى المتوسط والطويل”.
أما جامي كار وهو خبير في الأنواع بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة فيرى أن هذه الدراسة “تمثل توقعات ذات خلفية علمية”، لكنه قال إن من المستحيل الفصل بين أثر ارتفاع معدلات الحرارة عالمياً ومجموعة من المخاطر الأخرى، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه حتى الآن لم ينقرض نوع واحد بذاته بسبب تغير المناخ كعامل وحيد، فيما يقول الاتحاد الدولي إن ارتفاع معدلات الحرارة عالمياً أدى إلى انقراض “العلجوم الذهبي” (نوع من الضفادع) الذي شوهد لآخر مرة على قمم جبال كوستاريكا عام 1989.