ترجمة سوزان أبو سعيد ضو
صدر مؤخرا تقرير قدمه الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، the International Fund for Agricultural Development في الرابع من كانون الثاني (ديسمبر)، ضمن فعاليات مؤتمر باريس للمناخ، ويبين التقرير الممول من قبل الصندوق أن “وسائل الإعلام الكبرى فشلت في إيصال فكرة أن التغير المناخي هو من اكبر العوامل المساهمة في بعض أكبر الأزمات في العالم، بما في ذلك الهجرة وانعدام الأمن الغذائي والصراعات”.
وأعد التقرير، سام دوبرلي Sam Dubberley من مركز Tow للصحافة الرقمية في جامعة كولومبياthe Tow Center for Digital Journalism at Columbia University، بعنوان “القصة غير المروية، المواد الغذائية، الهجرة وتغير المناخ” Food, Migration and Climate Change: The Untold Story، وهو عبارة عن بحث تم إجراؤه في أيلول (سبتمبر)، شمل ثماني وكالات إعلام وأنباء مشهورة ومؤثرة، في المملكة المتحدة وفرنسا، (المملكة المتحدة نشرات الأخبار الرئيسية لتلفزيوني BBC، و Channel 4)، و(فرنسا TF1 و France 2)، أما الصحافة المكتوبة فشملت من المملكة المتحدة “الغارديان” The Guardian،” الديلي ميل” Daily Mail، ومن فرنسا “لوموند” Le Monde، و”ليبراسيون” Libération.
وفي هذا السياق، قال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) كانايو نوانزي Kanayo Nwanze، عن سبب رعاية منظمته لهذا البحث: “وسائل الإعلام، سواء كانت محلية أو عالمية، هي من بين المؤسسات الأكثر تأثيرا في العالم، وكيفية سرد موضوع تغير المناخ في غاية الاهمية”، وأضاف: “فإن أصبح العالم مدركا لدوره وكيفية تأثير تغير المناخ في تهديد أمننا الغذائي أو كونه يعد حافزا للهجرة والصراع، فإنه يمكننا أن نتوقع دعم أفضل للسياسات والاستثمارات التي تتمكن من استباق الأزمات في المستقبل”.
ومن أهم النتائج الرئيسية التي أشار إليها التقرير:
-الأخبار البيئية كانت قليلة ومتباعدة ولا تحتل الصفحات الأولى أو نشرات الأخبار الرئيسية.
-لم يجد مستمعو الأخبار أن الإعلام ساعدهم في فهم تغير المناخ، خصوصا لجهة فهم العلاقة بين تغير المناخ وقضايا تتعلق بالفشل الزراعي والصراعات والهجرة من البلاد النامية.
-أثرت القرارات التحريرية التي قدمتها وكالات الإعلام بشكل مباشر على وجهات نظر الجمهور والمعتقدات حول تغير المناخ.
-يعتقد مستمعو الأخبار أن الآثار المتعلقة بتغير المناخ تحتاج أن تؤخذ بجدية أكثر من قبل وكالات الأنباء وإعطائها مكانة أبرز.
-أما الأشخاص المتأثرون بشكل أكبر بتغير المناخ، وخصوصا أولئك في الخطوط الأمامية، فنادرا ما يكون لهم صوت أو يظهرون في الإعلام.
ويعيش أكثر من ثلاثة أرباع فقراء العالم في المناطق الريفية في البلدان النامية، وأكد نوانزي أن “صغار المزارعين هم دائما الأكثر تأثرا بأحدث الأزمات العالمية، سواء كان ذلك العنف والصراع، وتنامي التطرف أو تغير المناخ”.
وأشار إلى أنه “من الواضح، إن لم نتعرف إلى الإشارات في وقت مسبق، وإن لم نقم بإجراء تلك الصلات الحاسمة، فإن الفقر والهجرة والجوع والصراع ستستمر في تصدر عناوين الصحف”.
وفي العام الماضي مولت IFAD بحثا أعد على شكل تقرير، وبحث في كيفية تغطية 19 مؤسسات إخبارية عالمية وإقليمية كبيرة الأخبار القضايا المتعلقة بالهجرة، وعلى وجه الخصوص، الأمن الغذائي والزراعة وكيفية تأثيرها على الهجرة. وتصدرت قصتان عناوين الصحف خلال صيف عام 2014، وهما أزمة الحدود مع الولايات المتحدة – المكسيك والنزاع الدائر في جنوب السودان وما أدت إليه هذه الأحداث من أعداد كبيرة من المهاجرين. ووجد التقرير أيضا أن عمق التغطية لهذه المواضيع يفتقر، وعلى وجه الخصوص إلى أصوات المهاجرين وغالبا ما تحذف من هذه القصص.
عن موقع greenarea.info باللغة الإنجليزية والرابط:
https://greenarea.com.lb/en/73144/top-media-fail-to-connect-climate-change-migration-and-food-security-says-new-report/