أعلن وزير البيئة محمد المشنوق امام المؤتمر الدولي لقمة المناخ في باريس اليوم أنه ” رغم ان حصة لبنان في الانبعاثات الدولية للغازات الدفيئة تشكل ٠٫٠٧٪ من مجموع الانبعاثات العالمية، فقد التزم لبنان من خلال مساهمته المحددة وطنيأً بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 30٪ بحلول العام 2030 ، موضحاً ” أن هذه النسبة تتوزع ما بين تخفيض بنسبة ١٥% كهدف غير مشروط، وتخفيض إضافي بنسبة ١٥٪ من الانبعاثات مشروط بدعم دولي”، مضيفاً ” أن لبنان التزم ايضاً بتوليد 15% من الطاقة من خلال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 “، مؤكداً ” أن مسؤوليتنا المشتركة تقضي بحماية التنوع البيولوجي، وبالإدارة الحكيمة للغابات وزراعتها، وبحفظ السلامة البيئية، وأخيراً حماية مصادر الثروة المائية من تأثيرات التغيّرات المناخية”.وقال ” مثلما نحن في صدد توحيد جهودنا في مواجهة ارتفاع حرارة الأرض، علينا أن نتوحد في المعركة الطويلة مع الإرهاب الذي ُيريق دماء الأبرياء”.
وكان وزير البيئة محمد المشنوق شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اليوم الذي إستهل بكلمة لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ثم بكلمة للامين العام للام المتحدة بان كي مون، وعقد سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين بينهم مديرة الهيئة الفدرالية للبيئة في المانيا ماريا كروتزبرغر وتداول في سبل التعاون وتبادل الخبرات.
وألقى وزير البيئة كلمة لبنان في مؤتمر المناخ وجاء فيها ” اتوجَّهُ بدايةً بالشكر الى هيئة الامم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون والى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وأمينها السيدة كريستينا فيغيريس على تنظيمِ هذا المؤتمر ذي الُبعدِ التاريخيّ.كذلك أوجّهُ الشكرَ الى الدولةِ المضيفةِ فرنسا لأنها نجحَت في تحديَيّن اساسيّين: الأول جَمعُ هذا العددِ الكبيِر من صُنّاع القرار رُغم الظروف الصعبة، والثاني مساهمتُها الكبيرة في ردم الخلافات، من أجلِ وضعِ تصورٍ مشترك لمعالجة إرتفاعِ حرارة الأرض، يتوقفُ على تطبيقِه مستقبلُ البشرية”.
ورأى ” أن ما نحنُ مدعوون للقيامِ به هنا، يتطلّبُ طموحاً وشجاعةً … لكي نتمكّن من كتابة التاريخ وإنقاذ البشرية من كارثةٍ محتّمة لا يُمكن التنبؤ بمداها الحقيقي.فلنتطلّع الى المستقبل … مستقبلِنا جميعاً … ولنشرَع في التركيزِ على المهمة الجماعية التي تقعُ على عاتِقنا، من دون إغفال مبدأ المسؤولية المشتركة لكن المتباينة.إنه لأمرٌ بالغُ الأهمية، أن نقترب بأسرع ما يمكن من حدود ما يوازي اثنين وأربعين جيغاطن من ثاني أوكسيد الكربون، المتوقعة بعد خمسة عشر عاماً، علماً بأننا تخطّينا اليوم نسبة اثنين وخمسين جيغاطن”، لافتاً الى ” أن الطريق نحو تحقيق هذا الهدف طويلٌ جداً.. والوقتُ لا يعمل لصالحنا.وإن لبنان يؤيّدُ معظم المواقف التي جرى التعبيرُ عنها في هذا المؤتمر لا سيما موقف جامعة الدول العربية، ويعلنُ التزامَه تعهداتِه على رُغم المشاكلِ الخاصةِ التي يواجهُها “.
وقال وزير البيئة ” السيد الرئيس، إننا نُؤكد على التِزامنا بالعملِ معاً بطريقةٍ إيجابية وبنّاءة ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لِتأمين إتفاق طموح، وشامل، وعادل، ومتوازن ومُلزم قانوناً، والذي يعكِس التزاماتنا المتعلقة بحقوقِ الإنسان وحقوق الفئات الاجتماعية الأكثر عرضة لا سيما النساء، ويضمن الأمن الغذائي والصحة للجميع.ورغم ان حصة لبنان في الانبعاثات الدولية للغازات الدفيئة تشكل ٠٫٠٧٪ من مجموع الانبعاثات العالمية، التزم لبنان من خلال مساهمته المحددة وطنيأً بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 30٪ بحلول العام 2030. تتوزع هذه النسبة ما بين تخفيض بنسبة ١٥% كهدف غير مشروط، وتخفيض إضافي بنسبة ١٥٪ من الانبعاثات مشروط بدعم دولي. كما التزم لبنان بتوليد 15% من الطاقة من خلال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
هذا وقد أشرنا بشكل واضح في تقرير المساهمة المحدّدة وطنياً أنّ الهدف غير المشروط بالنسبة للبنان يفترض:
- استعادة لبنان، وبأسرع وقت ممكن، لوضعه الطبيعي الذي كان سائداً قبل الازمة الاقليمية الاخيرة، وهذا حق مشروع للبنان
- عدم نشوء اي أزمة جديدة قد تنعكس سلباً على أوضاعه “.
واضاف وزير البيئة ” رغم التزاماتنا بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، نعتبر أن التكيّف مع الاثار السلبية لتغير المناخ أولويةً كون لبنان دولة نامية تعاني من نقص في المصادر المائية وارتفاع كثافة السكان وارتفاع معدّلات الفقر وغيرها من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.إن مسؤوليتنا المشتركة تقضي بحماية التنوع البيولوجي، وبالإدارة الحكيمة للغابات وزراعتها، وبحفظ السلامة البيئية، وأخيراً حماية مصادر الثروة المائية من تأثيرات التغيّرات المناخية.ان انطلاق هذا المسار برُمَّته يحتاج إلى تمويلٍ كبيرٍ من الدول الغنيّة. كما أن استدامتَه تستوجب نقلاً للتكنولوجيا وتعزيزاً مبرمجاً للقدرات المحلية”.
وتابع المشنوق ” بمقدار ما يعنينا تغير المناخ، بمقدار ما يتهدّدُنا جميعاً خطر ذو بعد كوني، هذا الخطر يتمثل في الوحشية والارهاب اللذين يغذيهما تطرفٌ هو على النقيض من تعاليم الأديان السماوية جميعاً.ومثلما نحن في صدد توحيد جهودنا في مواجهة ارتفاع حرارة الأرض، علينا أن نتوحد في المعركة الطويلة مع الإرهاب الذي ُيريق دماء الأبرياء ويسعى، بواسطة وسائل التواصل الحديثة، إلى ضرب القيم الأساسية للحضارة الإنسانية”.,ختم بالقول ” هذه المعركة ليست خياراً.. إنها واجبٌ وضرورة.. من أجل المستقبل.. من أجل التاريخ”.