كما كان متوقعا، في سياق مؤتمرات المناخ، منذ “قمة الأرض” في ريو دو جانيرو 1992، غابت الخطابات والشعارات عن مؤتمر المناخ في باريس COP21، وهي غالبا لا تشبع ولا تسمن من جوع، خصوصا وأن هذا المنبر الدولي بات منصة لتسويق السياسة وتوظيف المناخ في معادلات داخلية على مستوى الدول، ودخلت محادثات المناخ مرحلة جديدة أكثر صعوبة وتعقيدا في الوقت الذي وافق المتفاوضون على مسودة اتفاق تركت مناقشة مئات النقاط محل الخلاف للوزراء، في محاولة للتوصل إلى حل لها هذا الأسبوع.

وإذا كانت موافقة مسؤولين كبار من نحو 200 دولة على مسودة اتفاق، تمثل تقدماً بالمقارنة مع القمة السابقة الفاشلة التي عُقدت في كوبنهاغن قبل ستة أعوام، فإن الموافقة ليست سوى خطوة إجرائية في مساع مستمرة منذ أربعة أعوام للتوصل إلى اتفاق ملزم يهدف إلى إبطاء وتيرة ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الأمر ما زال يتطلب الكثير من العمل للتوصل إلى اتفاق بحلول موعد اختتام المؤتمر في 11 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، يُلزم الدول الغنية والفقيرة بمواجهة ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية إلى ما بعد عام 2020.

وصرح رئيس الوفد الصيني سو ووي انه على رغم أن الأسبوع الأول من المحادثات “كان صعباً للغاية، فإنه أسفر عن نتائج جيدة جداً ووضع أساساً قوياً للأسبوع المقبل”.

لكن المسودة الجديدة تُظهر حجم العمل الذي ما زال يجب إنجازه من جانب الوزراء، ومنهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للتوصل إلى إجماع بشأن قضايا أفسدت المحادثات على مدى أربعة أعوام.

وترك المفاوضون للوزراء 939 نقطة تمثل وجهات نظر متباينة لحل الخلافات، وعلى سبيل المثال تريد بعض الدول النامية التخلص من الوقود الأحفوري بحلول عام 2050 لكن الصين، أكبر مسبب لانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، من بين الدول التي تفضل التعهد فحسب بالتحول إلى اقتصاد أقل اعتماداً على الكربون هذا القرن.

ويُتوقّع أن يُمثل التوصل إلى اتفاق خلال قمة الأمم المتحدة المنعقدة في ضواحي باريس أقوى اتفاق عالمي يلزم الدول الغنية والنامية بالحد من زيادة الانبعاثات المسؤولة عن التغير المناخي، لكن مسؤولين يقولون إنه لن يكون كافياً للحيلولة دون ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق مرحلة الخطر.

الأجواء السلبية التي تخيم على المؤتمر منذ افتتاحه تأتي على خلفية التجارب السابقة التي تمتد إلى نحو عقدين من الزمن، حينما فشل المجتمع الدولي في مسعاه للتوصل لاتفاقية حول حماية البيئة.

ومن أبرز الأمثلة التي يسوقها المتشائمون “بروتوكول كيوتيو” المتفق عليه عام 1997 حيث لم تتعهد سوى 37 دولة صناعية بأهداف بيئية ملزمة. ومنذ سنوات عقدت عدة مؤتمرات وصدرت نداءات قوية من أجل التحرك لحماية الكرة الأرضية، لكن بدون نتيجة.

وسط الهواجس الماثلة، بدأ الحديث في أروقة “لو بورجيه” عن عدم تمكن المؤتمر من الوصول إلى أهدافه المرجوة، حتى أن كثيرين من الخبراء البيئيين يتخوفون من أن يكون مؤتمر باريس… مؤتمر الفرص الضائعة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This