إن أهم إنجازات اليوم الأول من الأسبوع الثاني لمؤتمر المناخ في باريس هو القبول العام الذي ساد كل الأجواء بالهدف البعيد المدى الذي يحدد 1.50 درجة مئوية كحد أقصى لإحترار الأرض. طبعا خرقت المملكة العربية السعودية هذا الإجماع العام بإعلان عدم قبولها ورفضها له.
ومهما كانت درجة التباعد التي لا تزال موجودة بشأن العديد من القضايا التفصيلية الأخرى، وخاصة حول التمويل، والتكيف والتخفيف والطموحات والخسائر والأضرار، وغيرها من القضايا، فإن المرونة التي ظهرت اليوم حيال هذا الهدف البعيد المدى قد أطلقت ارتياحا، هو ضروري لتعزيز التفاؤل حيال نهايات المؤتمر.
كيف الوصول إلى تحقيق هذا الهدف الطموح جدا؟
إن التحول الجدي والسريع والشامل إلى مصادر الطاقة المتجددة هو الطريق المؤدي إلى ذلك.
مئات الدول ومؤسسات القطاع الخاص والمدن من مختلف بقاع الأرض قد أعلنت التزامات قوية وقاطعة بـ”الانتقال الطاقوي”، واعتبر ت أن تحول النظام الطاقوي العالمي هو العمود الفقري للعمل من أجل المناخ. وأطلقت اليوم مبادرات كبرى وعالية الفعالية لتوحيد قواها من أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
يعتبر قطاع الطاقة مصدر إطلاق أكثر من ثلثي انبعاثات “غازات الدفيئة” المسببة للتغير المناخي، ويجب أن يكون على رأس أي جهود عالمية لإبقاء ارتفاع حرارة الارض دون الدرجتين، بل وبحدود الدرجة والنصف التي شملها القبول العام اليوم عند أكثرية ساحقة من الدول باستثناء السعودية. وهذا ما يتطلب تسريع عملية الانتقال الطاقوي إلى المصادر المتجددة. ولكي يتحق هذا التغيير الجوهري في قطاع الطاقة، علينا التركيز على 3 أهداف كبرى:
- استخدام كل التقنيات المتاحة والدفع إلى الأمام بالأبحاث العلمية الجديدة وتطوير التقنيات.
- رفع الالتزام بالتغيير عند كل القطاعات الحكومية والخاصة والأعمال في كل مناطق العالم.
- تعبئة وتحريك كل المصادر المالية الضرورية لتحقيق الانتقال الطاقوي نحو الطاقة المتجددة.
مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشأن الطاقة، والطاقة المتجددة، وفعالية استخدام الطاقة، وتوفير الطاقة، تضع المجتمعات العالمية نفسها على خارطة طريق واضحة باتجاه الطاقة النظيفة ومستقبل مستدام.
إن القطاع الخاص والأعمال اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، قوي الإلتزام بالطاقة المتجددة. فمصادر الطاقة المتجددة أصبحت الأكثر تنافسية من حيث الكلفة في كثير من مناطق العالم.
أطلقت اليوم العديد من المبادرات لتسريع هذه الدينامية، التحالف العالمي للحرارة الأرضية The Global Geothermal Alliance GAA، وضع هدفا طموحا له بتحقيق زيادة 500% للقدرات العالمية العاملة على الحرارة الأرضية Geothermic لتوليد الطاقة، و200% زيادة في استعمال الحرارة الأرضية للتدفئة حتى العام 2030.
وأطلقت الهند أيضا “التحالف الدولي للطاقة الشمسية” International Solar Alliance الذي يهدف إلى تعميم استخدام الطاقة الشمسية وتطوير تقنايتها.
وكذلك أطلقت إفريقيا مبادرة 300 جيغاوات طاقة متجددة، “المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة” Africa Renewable Energy Initiative AREI. وكثير من المبادرت الأخرى.
هذا هو الطريق الآمن والموثوق الذي سيوصل البشرية إلى التحكم الحقيقي بالتغير المناخي ومخاطره المدمرة.