بغض النظر عن الاتفاق المنتظر صدوره بعد أقل من نصف ساعة، تلح الكثير من الأسئلة – حتى وإن كان الاتفاق يلبي تطلعاتنا لكوكب آمن في مجال خفض الانبعاثات – لا سيما المتعلقة بإجراءات كفيلة بإبقاء درجة حرارة الأرض في مستويات آمنة، خصوصا وأن المؤتمر لم يتناول بعمق الكثير من القضايا المتصلة بقضية المناخ، ومنها ما هو متعلق بأنماط الحياة العصرية وبعض عاداتنا اليومية.

كيف يمكن أن نحمي الكوكب ونحن نستبدل كل سنة أو سنتين هاتفنا المحمول وكل خمس سنوات سيارتنا الخاصة؟ كيف يمكن أن نحمي الأرض وقد أصبحت مادتي النايلون والبلاستيك من ضروريات حياتنا؟ وتالياً كيف نتمكن من عدم البقاء أسرى الإعلانات الاستهلاكية؟ فعلى سبيل المثال يستخدم البيت الواحد عشرات الأنواع من المنظفات، وبعضها لزوم ما لا يلزم، فضلا عن أن كثرة استخدامها غير مأمون صحيا، ولا سيما تلك المحتوية على مادة “الكلور” وتركيزات عالية من مضادات الجراثيم والبكتيريا.

ربما يظن كثيرون أن هذه الأمثلة تفصيلية وليست ذات شأن حيال ما تتسبب به الانبعاثات الكربونية على صعيد المناخ، لكن هذه السلع والمواد هي صناعة ودورة إنتاج أيضا، وتاليا تمثل جزءاً غير منظور من انبعاثات وتلوث.

كيف يمكن أن نحمي الكوكب فيما أحدث تراجع أسعار النفط طفرة على صعيد السفر في العالم، ومن المتوقع أن تزداد في السنة المقبلة؟

لم يتم التطرق إلى بشكل وافٍ إلى قطاع النقل الجوي، وسط توقعات أن يتخطى مستوى الانبعاثات الناجمة عنه حدود الـ 2 بالمئة من إجمالي الإنبعاثات الكربونية على كوكب الارض، من أصل 12 بالمئة من مجموع حركة النقل والمواصلات على مستوى العالم، ومنها النقل البري والبحري، فضلا عن أن الطائرات تطلق الإنبعاثات مباشرة في أعالي طبقات الجو في الغلاف الجوي العلوي upper troposphere واسفل stratospheres وثمة تأثيرات مباشرة على تكوين الغلاف الجوي، أما التأثيرات المناخية المحددة لهذه الغازات والجسيمات المنبعثة فيصعب قياسها ومعرفة تأثيرها الكامل في الوقت الحاضر، لكن بالإجمال فغازات الدفيئة تحبس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى الارتفاع العام لدرجات الحرارة العالمية، الأمر الذي قد يعطل الأنماط المناخية الطبيعية.

هذا ولم نتحدث عن تجريف الغابات واستنزاف ثروات الأرض إلى حد سنكون فيه عاجزين عن تلبية حاجات أكثر من سبعة مليارات نسمة، فضلا عن قطاع صناعة الأسلحة الذي يمثل جزءا من اقتصادات الدول الغنية، وهو بمثابة “خط أحمر” وغير قابل للنقاش من بوابة المصالح الكبرى لكارتيلات المال في العالم.

وتبقى الكثير من الأسئلة والهواجس دون إجابة، على الأقل في مدى اللحظة، ما يعني أن أي اتفاق سيبقى دون معايير واضحة ومطمئنة، حتى في الحد الأدنى المتاح!

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This