تعليقاً على اعلان نصّ الإتفاق الجديد، والذي قد يكون الأخير، في ما يتعلق بمحادثات الأمم المتحدة للمناخ في باريس، قال المدير التنفيذي لغرينبيس الدولية كومي نايدو:”لطالما دارت عجلة التحرّك بوجه تغير المناخ بشكل بطيء، ولكن في باريس انقلبت. اذ هذا الإتفاق يضع صناعة الوقود الأحفوري على الوجهة الخطأ من التاريخ”.
وأكمل:”لقد أخفقت ولوّثت نصوصاً عدّة من الجهات التي تسلب كوكبننا، ولكنها مع ذلك تضمّنت التزاماً حتمياً جديد للحد من ارتفاع حرارة الأرض حتى 1.5 درجة. هذا الرقم الوحيد، والهدف الجديد من الوصول الى صفر انبعاثات بحلول النصف الثاني من هذا القرن، سيسببان الذعر في مجالس ادارة شركات الفحم والنفط في العالم”.
وأضاف:”وصلنا الآن الى المهمة الأبرز لهذا القرن. كيف يمكننا تحقيق هذا الهدف الجديد؟ التدابير التي تسجل في باريس لاتأخذنا الى هناك ببساطة. علينا تسلّق جدار الـ 1.5 درجة، ولكن السلالم ليست طويلة بما فيه الكفاية وأهداف الانبعاثات على الطاولة ليست كبيرة أيضاً، ويبدو ان الإتفاق ليس كافياً لتغيير كلّ ذلك. ان المقصود بوجود هدفاً جديداً لإنهاء انبعاثات غازات الدفيئة بحلول النصف الثاني من القرن هو للتأكيد على ضرورة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري- والأسهل هو قطعه كلياً- بحلول عام 2050.
“ثمّ ان الإتفاق لا يعطي حيّزاً كافياً للدول والشعوب الموجودة على الخطوط الأمامية لتغير المناخ. بل انه يظهر ظلماً متأصلاً لهم. وقد وعدت الدول التي تسببت هذه المشكلة بتقديم مساعدة بسيطة للشعوب التي بدأت تفقد حياتها ومعيشتها”.
“هذا الإتفاق وحده لن يخرجنا من الحفرة التي نتواجد بها، بل انه يجعل جوانب تلك الحفرة أقل حديّة. كيّ نكون أحراراً من الوقود الأحفوري علينا التحرّك بأعداد أكبر من أيّ وقت مضى. فقد تغلّبت حركة المناخ هذا العام على خط أنابيب كيستون، وأخرجنا شركة “شل” من منطقة القطب الشمالي ووضعنا الفحم ضمن لائحة الإستبعاد النهائي. اننا نطالب بمستقبل يقوم على الطاقة المتجددة، وهذا هو المستقبل الذي سنفوز به. وفي السنوات المقبلة سوف يأتي سياسيون جدد إلى السلطة، وسيقف العديد منهم ضد أهدافنا، وقد يشكلون قوة كبيرة، ولكن نحن أيضاً سنكون كثيرين. لطالما كانت باريس بالنسبة لنا محطة في رحلة مستمرة، وفي نهاية المطاف مصيرنا سيتقرر في العقود القادمة عبر الشجاعة الجماعية، وانني مؤمن بأننا سننجح “.