الثورة البيئية هي الحل

بيار أبي شاهين

إن الحكومة مربكة لأنها لا تحمي مصالح الناس، بل تتطلع إلى تأمين محاصصاتها ومصالحها. من هنا بدل أن تلتفت إلى مطالب الحركة البيئية والحراك المدني، وتستخلص أقل الحلول كلفة وأكثرها ملائمة للبنان، ذهبت إلى المماطلة بتقديم مشاريع وهمية غير قابلة للتنفيذ لتوصل الناس إلى اليأس، والقبول بما تفرضه عليهم، أي المحارق التي رفضناها من 6 سنوات ولا نزال.
لقد رفضناها لأن رمادها قاتل وكلفتها عالية لا قدرة للبنان على تأمينها، وإلا كنا قبلنا بحرق النفايات في شركات الإسمنت التي لا تحتاج إلا إلى بعض التجهيزات لتصبح كمحارق الحكومة الآتية فتوفر الوقت والمال على الشعب.
لم يعد الشعب يؤمن بالنظريات والتنظيرات من أي جهة أتت، الشعب يريد أن يتخلص من النفايات من على عتبات أبوابه. من هنا يجب أن نكون صوت الذين لا صوت لهم، وأن تكون بداية ثورة بيئية حقيقية ضد التلوث على أنواعه وخصوصا مصيبة النفايات.
إن الحل الذي يقفل 300 مصنع تدوير ويشرّد 300 عائلة مرفوض، والحل الذي يحمّل الإقتصاد اللبناني تبعات كثيرة لا طاقة للبنان أن يتحملها مرفوض أيضا.
فالسياحة ضُربت من على أهم شاشات التلفزة بالعالم CNN، وتداعيات النزوح السوري وكلفة الفاتورة الصحية، وكل هذا والحكومة (تدفن رأسها بالرمل كالنعامة).
الحل بسيط، فرز، معالجة، تسبيخ وإجبار الشركات التي تستعمل مادة البتروكوك أن تستبدلها، أو القسم الأكبر منها بالــ R.D.F الوقود البديل، والمساهمة بالحل ودعمه، وإذا لم تبادر فهي تتحمل المسؤولية، وتبقى العوادم للطمر.
الحل أن يتحمل كل قضاء معالجة نفاياته، تماماً كما كانت خطة لـ 2006. وكل كلام غير هذا هو مضيعة للوقت وتنظير، والمماطلة تجرنا إلى اليأس والاستسلام لقرارات حكومية متهورة وارتجالية، ونكون نحن كبيئيين وحراك مدني نساهم بإغراق البلد بمزيد من النفايات دون أن ندري، والشعب لا يرحم.
الثورة البيئية هي الحل، وإلا بعد حين لن ينفع الندم.
.
*رئيس هيئة حماية البيئة – شكا
ألقيت في المؤتمر الإنقاذي لأزمة النفايات في الأونيسكو