الحكومة تبلط البحر: ثلاثة مطامر على الاملاك العامة البحرية

بعد سبعة اشهر وثلاثة وعشرين يوماً على بدء ازمة النفايات في لبنان، حسمت اللجنة الوزارية خيارها، ودعا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، بعد ترؤسه اجتماع هو الثالث في غضون الـ 48 ساعة الماضية، الى عقد جلسة لمجلس الوزراء عند الحادية عشر من قبل ظهر اليوم السبت لاستكمال البحث في ملف النفايات.
وكان الرئيس سلام قد ترأس اجتماع اللجنة الوزارية لادارة النفايات الصلبة، حضره أعضاء اللجنة: وزير الزراعة أكرم شهيب، وزير الطاقة ارثور نظاريان، وزير المال علي حسن خليل، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير التنمية الادارية نبيل دي فريج، وزير التربية الياس بو صعب ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر.
وأعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه “تم حل 99 بالمئة من ازمة النفايات في جلسة اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفايات”.
كما اعلن وزير الصناعة حسين الحاج حسن أن “أزمة النفايات في طريقها إلى حل بعد موافقة النائب طلال إرسلان على إقامة مطمر في الكوستابرافا”.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن اللجنة الوزارية اقرت بالاجماع، ودون تحفظ اي من اعضائها اقامة ثلاثة مطامر للنفايات في مناطق الجديدة، برج حمود وخلدة، وذلك لاستيعاب النفايات الناتجة عن محافظتي بيروت وجبل لبنان ما عدا قضاء جبيل، اي ما يقارب 3200 طن يومياً، وعلى ان ترسل هذه النفايات الى مراكز الفرز في الكرنتينا والعمروسية حيث يسترد قرابة عشرة بالمئة منها عن طريق فصل النفايات القابلة لاعادة التدوير، كما سيسترد عشرة بالمئة من الكمية عن طريق التسبيخ في معمل الكورال، في حين سيستم ارسال قرابة ٨ بالمئة من هذه النفايات الى معمل معمل صيدا الذي يعمل بتقنية التخمير اللاهوائي، وبذلك تكون الكمية الباقية للطمر والتي ستوزع على المطامر الثلاثة 850 طن لكل موقع، على ان يترك المجال مفتوحاً لمنطقتي الشوف واقليم الخروب امر الاتفاق على مكان لطمر نفاياتهما بشكل صحي، والى حينه سيتم طمر نفايات هذه المنطقة في الكوستابرافا.
اما بخصوص النفايات المتراكمة، فثبت القرار داخل اللجنة الوزارية، بإعادة فتح مطمر الناعمة – عين درافيل لاستيعاب كامل كمية النفايات المتكدسة في الطرقات، ويقدر حجمها الاجمالي القابل للنقل والطمر، بحوالي 400 الف طن،كما تم الاتفاق على إصدار مجموعة من المراسيم والقرارات على شكل حوافز للبلديات المحيطة بالمطمر، تبلغ قيمتها الاجمالية حوالي خمسين مليون دولار اميركي.
ومن المقرر ان يتم تكليف مجلس الانماء والاعمار استدراج عروض لانشاء هذه المطامر، ولم يتم التوافق داخل اللجنة الوزارية حول طريقة التلزيم، وما اذا كانت ستتم عبر استدراج عروض وتلزيم بالتارضي ام عبر مناقصة، وسط ترجيح ان تتم عن طريق التلزيم بالتراضي.
وكان لافتاً للانتباه بعد اجتماع اللجنة اعلان النائب آغوب بقرادونيان ان “الأجواء ايجابية في ما خصّ الموافقة على اقامة مطمر في برج حمود، وانما الأمر مرهون بتلقينا إجابات على اقتراحات تقدمنا بها، نأمل ان تكون تمت الموافقة – على ما يبدو – في اللجنة الوزارية”.
وفي مقابل التفاؤل الرسمي بقبول جميع الاطراف بخيار الطمر، بدأت تظهر منذ اعلان نتائج اعمال اللجنة مواقف رافضة للمواقع المقترحة، ابرزها البيان الصادر عن “خلية الأزمة” في مدينة الشويفات، والتي تضم كلا من الأحزاب السياسية والمخاتير والجمعيات الأهلية والمدنية والناشطين البيئيين في المدينة، التي اعلنت في بيان بعد اجتماع عقدته أن “مدينة الشويفات بأهلها وبلديتها ومخاتيرها وسكانها وأحزابها ومجتمعها الأهلي والمدني ترفض رفضا قاطعا استخدام أي أرض أو بحر تقع في نطاقها البلدي والجغرافي لأغراض الطمر أو الحرق”.
ورفضت “استحداث مطمر في الكوستابرافا ورمي النفايات في البحر تحت أي ذريعة او مسمى كان، وبأي شكل من الأشكال، حفاظا على سلامة أهلنا في الشويفات والاوزاعي، وصولا الى العاصمة وحماية لسلامة الطيران المدني، وحفظ كرامة الدولة اللبنانية في الملاحقة التي ستتعرض لها في حال مخالفة اتفاقية برشلونة وتعديلاتها”. كما دعت “سكان وأهالي مدينة الشويفات وبلدات وقرى الجوار من برج البراجنة شمالا وحتى الناعمة جنوبا إلى إعتصام حاشد عند مثلث خلده الاحد المقبل عند الرابعة بعد الظهر”.
بدوره أسف رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان لأن “يكون مصير الحكومة العتيدة مرتبط بتبليط البحر، ولن أعلّق على قرار اللجنة الوزارية الا بعد التشاور أنا ووليد بك جنبلاط مع أهلنا في الشويفات”.
وعلم موقع greenarea.info ان النائب جنبلاط كلف الوزيرين وائل ابو فاعور واكرم شهيب المشاركة في اجتماع سيعقد في بلدية الشويفات صباح الأحد، وذلك لتخريج المواقف على موقع الكوستابرافيا بطريقة لا تعكس ان قرار المدينة قد انكسر في مقابل قرار سياسي آخر.
واكد ارسلان في اتصال مع موقع greenarea.info انه غير راض عن النتيجة، واسف لكون البديل الذي قدمه بانشاء معمل للنفايات في الشويفات لم يؤخذ على محمل الجد. لافتاً الى انه تلقى وعدا بان يكون مطمر الكوستابرافا مؤقتاً الى حين انشاء هذه المعمل، رغم ان هناك وعودا بان تقدم الجمهورية الاسلامية في ايران هذه المعمل كهبة الى اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية.
واكد ارسلان انه تعرض لضغوط سياسية كبيرة، مشيراً الى ان الرئيس سلام ربط قرار استقالته بموافقتي على المطامر، وهم يريدون ان يقحموني في مسألة لا اتحمل مسؤوليتها، لكني في نفس الوقت اتحمل كامل مسؤوليتي امام اهلي في الشويفات، ولن اتخذ اي قرار يخالف قرارهم وارادتهم.
بدورها أعلنت حملة “طلعت ريحتكم” عن استمرار مسيرة حملات الحراك المدني السبت من ساحة ساسين الى ساحة رياض الصلح الساعة الرابعة بعد الظهر، وذلك رغم امكانية اقرار مجلس الوزراء خطة اللجنة، وجاء في تعليق الحملة على صفحتها عبر “فيسبوك”: “المسيرة مستمرة… والانذار لا يزال مرفوعا بوجه السلطة… غدا نعرف اي نفايات ستعالج: نفايات الشارع ام نفايات السياسة ام الاثنين معا”.