وسط ازمة النفايات المستفحلة منذ 250 يوماً، بدأ عدد قليل من بلديات محافظة جبل لبنان في أخذ زمام المبادرة، عبر تنفيذ مشاريع ادارة محلية للنفايات المنزلية الصلبة.
آخر هذه المبادرات أطلقتها بلدية بكفيا – المحيدثة اليوم بمشاركة الاهالي، من خلال تدشين مركز فرز ومعالجة النفايات Biclean الذي انشأته على عقارها في المدينة الصناعية -بكفيا، وذلك ايذانا ببدء عمل هذا المركز. ويشارك في هذا المؤتمر الى جانب رئيس البلدية النائب سامي الجميل وشقيقته نيكول، ورئيس بلدية بكفيا المحيدثةالمحامي فيليب السبعلي.
تقول نيكول الجميل في مقابلة مع Greenarea.me ان “هذا المشروع يعالج ثمانية اطنان من النفايات المنزلية الناتجة يومياً عن البلدات المشمولة في هذا المشروع، وهي بكفيا، المحيدثة، ساقية المسك وبحرصاف”.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=C5XcyBqiu8I]
يعتمد مركز Biclean مبدأ الفرز من المصدر عن طريق ثلاثة اكياس، الاسود للنفايات العضوية حيث يتم جمعه يوم الاثنين والجمعة، والازرق للنفايات القابلة لاعادة التدوير ويتم جمعه يوم الاربعاء، اما الكيس الثالث الذي يفترض ان لا يكون لونه ازرق او اسود فتجمع فيه انواع النفايات الاخرى مثل حفاضات الاطفال والمحارم وبقايا السيجائر وغيرها من النفايات غير القابلة للتدوير او التسبيخ.
وتقول الجميل ان “تجربة الفرز من المصدر ناجحة جداً، رغم ان هناك بعض المخالفين، ونحاول قدر المستطاع التوعية على اهمية الالتزام التام بالفرز، لان هذا يساعد المعمل الذي يعمل عبر تقنية الفرز الثانوي اليدوي”.
تؤكد الجميل ان “مركز Biclean يشكل نموذجاً لادارة النفايات المنزلية في البلدات التي لا يزيد انتاجها عن 20 طن يومياً، وحالياً يجري فرز وكبس النفايات القابلة للتدوير تمهيداً لتسليمها الى مصانع اعادة التدوير، باستثناء الزجاج الاخضر الذي لا يوجد له مصنع لاعادة التدوير في لبنان”.
وتقول الجميل انها تفكر “بتعزيز حرف اعادة تدوير هذا النوع من الزجاج عن طريق النفخ اليدوي، الامر الذي يعزز التنمية المحلية ويساهم في احياء الحرف المهددة بالاندثار”.
فكرة اخرى مبتكرة يعتمدها المركز لمعالجة النفايات العضوية، وذلك عن طريق فرزها وتوضيبها ونقلها الى مزاع الدجاج والخنازير الموجودة في المنطقة، وهذا الحل الذي اعتمد مرحلياً نجح حتى اللحظة، لكن لا شيء يمنع من انشاء خطة للتسبيخ الهوائي ضمن نطاق المعمل في المستقبل.
اما بقية النفايات غير القابلة للتسبيخ والتدوير فيجري كبسها وتخزينها بانتظار قرار الحكومة باعادة فتح مطامر جديدة. لكن الفارق ان كمية هذه النفايات قليلة جداً وهي غير مضرة بالصحة، وهنا يكمن الفرق بين استخدام المطامر للنفايات غير العادمة وخصوصاً النفايات العضوية وبين استخدامها للتخلص من مرفضوات النفايات او النفايات غير القابلة للتسبيخ والتدوير.
تطمح الجميل ان يتم تعزيز هذه التجربة في جميع البلديات في جبل لبنان، وان يتم دعمها من خلال الصندوق البلدي المستقل والهيئات المانحة، لان الادارة المركزية للنفايات تعثرت ومهددة بالفشل، في حين ان الادارة اللامركزية لا يمكنها ان تفشل لان المسؤولين عن نجاحها هم اهل المنطقة وليس شركات كبيرة لا تتوخى الا الربح.
