الكلام ان الخلاص من كارثة المطامر القائمة على ردم البحر يمكن أن يأتي من الخارج أي عن طريق “لجنة برشلونة” وتطمين الناس ان كل شيء سيتوقف، أقل ما يمكن وصفه هو بالكلام الفارغ من أي منطق وعلم بواقع الحال، فيكفي هذا التباهي الرخيص والمجاني الذي لا يؤدي سوى الى تضليل الناس (عن قصد او عن جهل)، كما يهدف الى ضرب عزيمتهم للمواجهة ودفعهم لوضع مصير قضية بهذه الأهمية تحت رحمة إتفاقيات دولية، تدخّلُ ممثليها لن يكون بكل تأكيد لصالح الشعب بل وسيلة لإستفادة إضافيّة لهم ولممثلي السلطة، كما ربما ايضاً لإعطاء براءة ذمة لتنفيذ هذه الأعمال الكارثيّة؟ فليعلم الجميع انّ الطريقة الوحيدة لوقف هذه المجزرة البيئية والثقافية والإنسانية على كل الأصعدة هو بواسطة: الناس، وفقط الناس، خصوصاً أهالي وسكان الجوار، من الأوزاعي وخلدة وبلدة الشويفات وعرمون والناعمة وحارتها، وباقي الضاحية الجنوبيّة، كما البلدات والمناطق المتاخمة من الشحار حتّى الدامور ومن بيروت الساحلية وبرج حمود الى الجديدة وبلدات ساحل المتن. فالإعتماد هو عليكم انتم (حتى لو أصبحتم بمفردكم) ووقفتكم الشجاعة هو السبيل الوحيد لنجاح هكذا مواجهة ولا تأبهوا لشيء، ولا تستمعوا الى أحد مهما كان لقبه. ومع انّه وللأسف كما لو كان “مكتوب” ان تكونوا دوماً انتم على غرار سواكم من اللبنانيين من عليه تحمّل كل هذه الأنواع من الصعاب، ومواجهة ثعابين وثعالب هذه الإدارة “المهترئة” والفاسدة كما الجاهلة جهلاً “أزليّاً” .
لكن هذا كلّه يشرّفكم، ولكم منّا كامل الإحترام والتقدير وعلينا (نحن باقي اللبنانيّين) دين ثابت لصالحكم سيبقى حتى إلى أبد الأبدين. أما من يريد ان يتقدم بشكوى لدى السلطات الدولية (بالرغم من انّ ذلك ذات أهمية ثانويّة)، فليقم بذلك بدون أي كلام إعلامي ولا ضجيج تسويقيّ، فلمصلحة هذه القضية ونظراً انّ السلطة الرسمية ليست معنا، يجب الحؤول دون “طمر هذه المبادرة قبل الولادة” الأمر المحتمل ان يحصل عن طريق تدخلات رجال الحكم الحاليّين، وخصوصا الفاسدين والمستفيدين منهم، وجميعنا نعرفهم بالإسم والكنية…
وبالعودة الى الكلام عن لجنة مراقبة تطبيق اتفاقية برشلونة، وما تم سرده حتى اليوم، هو آلية عمل هذه اللجنة، لكن كل ما قيل لا يفيد نهائيّاً، سوى إن قامت دولة بتقديم شكوى او قامت منظمة دولية بذلك او جمعية عالمية معروفة. فهذا النوع من اللجان لا يتعاطى سوى مع الدول وممثليها الرسميين، فعلى كل من له علاقات مع دول او منظمات البحر المتوسط القيام بما يلزم وإلا اللجوء الى هذه اللجنة هو تضييع وقت وخال من أي فائدة.
أما لدى الدخول في التقنيّات فمعاهدة برشلونة تضع فقط المبادىء التي يجب إحترامها لكن هذا لا يعني شيئا بالنسبة لما تريد الحكومة القيام به من مطامر على طول الشاطىء، إذ يوجد اليوم تقنيات عدة متطورة في طريقة تشييد هذه المطامر وهذا الردم، في حال تمّ تطبيقها يمكن الإيحاء بإمكانية تجنب القسم الأكبر من الآثار السلبية، فيجب وضع هذه التوضيحات والتفسيرات لجعل اللجوء الى هذه الإتفاقية مفيدا للقضية يلغي مضمون قرار الحكومة؟ والعودة الى الإختصاصيّين ضروريّ للحصول على كل هذه المعلومات، وإلاّ ما يتم اليوم من إعتراضات وعرائض بالإستناد الى هذه المعاهدة سيبقى حبرا على ورق!
والكلام عن تقييم الأثر البيئي في ظروف كهذه هو خطأ، إذ يشكل الفخ الأكبر وسيؤدي مباشرة الى إعطاء براءة ذمة للأعمال التي تنجز؟
من جهة أخرى نلفت النظر انّه من شبه المستحيل تشييد منشآت خاصة بمحارق نفايات على اراضٍ (شواطىء ومساحات مائية) مردومة باستعمال هذا النوع من المواد والبقايا، فربط هذا الموقع بالمحارق المستقبلية هو في غير مكانه.
المنسق العام للإئتلاف المدني الرافض لخطة الحكومة للنفايات
الاراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع greenarea.info