د. أكرم سليمان الخوري

يعتقد الكثيرون في الوطن العربي خطأ، أن صون التنوع الحيوي ما هو إلا حركة ساذجة لحماية الفراشات أو السلاحف أو ما إلى ذلك، ويتخذون من هذه المحاولات مادة للسخرية في بعض الأحيان، وفي هذا خطأ كبير لأنهم لا يعلمون أن اختفاء أي نبات أو أي حيوانـ ما هو إلا دليل على عدم صلاحية تلك البيئة، وأن تآكل التنوع الحيوي ما هو إلا مقدمة لأضرار تحيق بالإنسان إن عاجل أو آجلا، وأن علينا صون التنوع الحيوي من أجل الحصول على بيئة سليمة نظيفة آمنة ، وهي بيئة تهمنا لصحتنا وصحة أطفالنا وأحفادنا قبل كل شيء، ومن هنا نرى من واجبنا طرح بعض الرؤى للأبحاث العلمية المستقبلية:
– يوجه علماء التنوع الحيوي اهتمامهم إلى مراقبة انتقال النباتات والحيوانات الذي يحدث حاليا، من المناطق الدافئة إلى المناطق الباردة، وطالما نحن بين المدارين، فإننا مهددون بأن نرى آفات المناطق الاستوائية موجودة بيننا في أي لحظة، وعلينا لذلك إقامة نظم مراقبة دقيقة والتعرف على الحيوانات والنباتات الموجودة كآفات في المناطق الحارة والاستوائية، وإجراء التجارب عليها لمعرفة مدى إمكانية انتقالها إلى وطننا العربي، والاستعداد لمنع دخولها (إجراءات الحجر الزراعي والبيطري والصحي)، والاستعداد لمكافحتها لو استقرت عندنا، وكما هو معروف، فإن استقرار هذه الآفات لن يتم بين ليلة وأخرى، بل سيسبقه تسلل بعض الأفراد خلال فترات الصيف، ثم بقائها ساكنة خلال فصل الشتاء، وسنة بعد أخرى ستتكيف تدريجيا لدرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء، وحينئذ سوف تستطيع أن تمارس حياتها وتتكاثر وتظهر كآفة حقيقية، لذلك فإن برامج رصد التنوع الحيوي، يجب أن لا تقتصر على منع دخولها فقط عن طريق الحجر، بل يتعدى ذلك إلى الحقول الزراعية، حتى لو لم تكتشف عند المنافذ الصحية.
-دراسة الأنواع النباتية والحيوانية المحلية المهددة بالانقراض والنباتات الغازية والنباتات الطبية والعطرية، وكافة الطرز البيئية التابعة لها وتوثيقها بالبصمة الوراثية.
-إصدار قاعدة معلومات بالأنواع المحلية والمدخلة والمهددة بالانقراض النباتية والحيوانية وفق (القائمة الحمراء red list)، وذلك من خلال تحديث الدراسة الوطنية للتنوع الحيوي.
-إعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة من خلال إقامة المحميات والمجمعات الوراثية والبنوك الوراثية والمعشبات، ورفع مستوى المحميات لتغطي ما نسبته 15 بالمئة من مساحة الدولة.
-كذلك يجب أن تهدف الأبحاث العلمية إلى تخفيف نسبة المخلفات الناتجة عن الصناعة والنشاط الاحفوري، وأيضا مصادر الطاقة الملوثة، وذلك عن طريق استخدام الطاقات البديلة للرياح والشمس والبيوغاز.
وطالما نتحدث عن التنوع الحيوي، يجب أن توجه الأبحاث العلمية بشكل مستمر إلى استخدام الوقود الحيوي من الأنواع التي تنتج زيوتا، كوقود مثل نباتات الخروع والغاتروفا وغيرها من الأنواع غير القابلة للاستخدام البشري.
-كما لابد من دراسة دور النباتات المستخدمة في تشجير المدن وتزيين الحدائق في امتصاص الملوثات والغبار والغازات الموجودة في الجو للتخفيف من هذه الملوثات.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This