المقصود بالأخشاب المصنعة: الخشب الليفي المتوسط الكثافة MDF، الخشب المعاكس، خشب اللاتيه (المضغوط)، أما المواد اللاصقة (الغراء) المستخدمة في الصناعات الخشبية، فهي: اليوريا فورم ألدهيد، الفينول فورم ألدهيد، الميلامين يوريا فينول فورم ألدهيد والتانين فورم ألدهيد، والمشكلة ذات شقين:
1- صناعي: خلال عملية تصنيع الألواح الخشبية، ينطلق الفورم ألدهيد في هواء المصنع الذي يعرض العمال إلى أضراره المتمثلة في التهابات الأغشية المخاطية والتهاب العيون والإصابة بالسرطانات، إضافة إلى أضرار في الجهاز العصبي المركزي، حيث تحدث هذه الأضرار إذا ما زاد تركيز الفورم ألدهيد في هواء التنفس عن (0,1 PPM جزء بالمليون) أي ما يعادل 0,12 ميليغرام في المتر المكعب.
2- منزلي: يرتبط بارتفاع درجة الحرارة داخل المنزل نتيجة التدفئة وغيرها، حيث ينطلق الفورم ألدهيد من الأثاث المصنع من المادة الخشبية (الخشب الليفي المتوسط الكثافة MDF، الخشب المعاكس وخشب اللاتيه)، فإذا ما زادت النسبة المذكورة أعلاه لهذه الاصدارات، يصاب سكان المنزل، وخصوصا الأطفال، بالأمراض التالية: التهابات الأغشية المخاطية والتهاب العيون والإصابة بالسرطانات، إضافة إلى أضرار في الجهاز العصبي المركزي، هذا لقد وضعت الهيئات الصحية والبيئية الألمانية تركيز (0,1 PPM جزء بالمليون)، أي ما يعادل 0,12 ميلليغرام في المتر المكعب كحد أقصى مسموحا به من إصدارات الفورم ألدهيد من المادة الخشبية المصنعة في المنزل، وفي مصانع الأخشاب وورش النجارة بـ 0,02-0,06 جزء بالمليون.
إن مشكلة إصدار الفورم ألدهيد من المادة الخشبية المصنعة معروفة في أوروبا والدول الإسكندنافية منذ أكثر من ربع قرن، لكنها لا تزال غير معروفة في الوطن العربي، هذا ومن الأهمية بمكان التنبه لهذه المشكلة، حيث تستورد كميات هائلة من الخشب الليفي متوسط الكثافة MDF والخشب المضغوط والمعاكس، دون مراقبة لصفة إصدار الفورم ألدهيد منها، زد على ذلك أن هناك العديد من مصانع اللاتيه والمعاكس وورش النجارة في دمشق وريفها والمدن الأخرى في سوريا، والتي تستخدم اليوريا فورم الدهيد كمادة لاصقة، دون مراعاة إصدار الفورم ألدهيد منها في أجواء المعمل، مما يعرض العمال للأمراض، وذلك نتيجة جهل أرباب العمل بهذه المشكلة وعدم مبالاتهم.
هذا وبشكل عام، تفتقر هيئة المواصفات والمقاييس والجمارك إلى صفة إصدارات الفورم ألدهيد من المادة الخشبية المصنعة، فهل تقوم وزارة الصحة بمعالجة هذا الموضوع عوضاً عن وزارة البيئة كالعادة؟
د. أكرم سليمان الخوري
