د. أكرم سليمان الخوري

نشرت شركة “غوغل” على مدونتها الرسمية رسالة تدعي بأن خطة الطاقة النظيفة التي تقدم بها الرئيس باراك أوباما لمكافحة الاحترار العالمي في الولايات المتحدة الاميركية، تعتبر مرحلة أساسية للانتقال إلى مستقبل أكثر مراعاة للبيئة، مشيرة إلى أن الرسالة واضحة، وأنه من الممكن مواجهة تحديات المستقبل المتصلة بالطاقة على الصعيد العالمي، بطريقة تدعم الابتكار والنمو، وتحد في الوقت نفسه من التغير المناخي.

وقدم عمالقة قطاع التكنولوجيا، مثل: آبل، مايكروسوفت وأمازون، بالمشاركة مع “غوغل” دعمهم للبرنامج، ولكن المحكمة العليا علقت تنفيذه، فقد أحالت 25 ولاية (يهيمن على غالبيتها الجمهوريون) المشروع إلى أعلى سلطة قضائية، إثر معارضتها برنامج “خطة الطاقة النظيفة” الذي أعدته وكالة حماية البيئة، والذي ينص على تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الصادرة عن المحطات الكهربائية بنسبة 32 بالمئة، بحلول عام 2030، بالمقارنة مع عام 2005، وقد صوت خمسة قضاة من أصل تسعة على تعليق تنفيذه، بانتظار أن تنظر محكمة الاستئناف في حجج الولايات الـــ 25.

ما يثير العجب برسالة الدعم الموجهة من عمالقة قطاع التكنولوجيا، كونها تشير إلى أنهم من أكبر المستهلكين للطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة، إن كان لجهة تشغيل مواقع الانتاج ومراكز البيانات الضخمة، وإن لجهة توفير الكهرباء لمتاجرها، وأكدت هذه المجموعات التكنولوجية أنه بناءً على خبرتها، تبين أن من شأن خطة الطاقة النظيفة أن تقدم منافع لمشتركي الكهرباء، وهي لن تعود بالنفع على البيئة فحسب، بل على الأعمال أيضاً، وأن الخطة تتضمن فرضيات معقولة وقابلة للتحقيق حول فرص توليد الطاقة من المصادر المتجددة في البلاد، واختتمت المجموعات الأربع بعد دراستها الاقتصادية أنها تبذل جهوداً لتخفيض تداعيات نشاطاتها على البيئة، لا سيما من خلال الاستخدام المتزايد لمصادر الطاقة البديلة، لافتة إلى أن هذه الخطة من شأنها أن تساعدها وتساعد مجموعات متعددة أخرى على التوفيق بين نشاطاتها والالتزامات البيئية ومتطلبات العمل.

هل يستطيع هؤلاء العمالقة الوقوف في وجه مافيات النفط والتعدين والصناعة وغيرها؟ لأننا نتحدث عن قطاع وحيد هو الكهرباء، فما بالك بقطاعات الصناعة والزراعة والنقل وغيرها من القطاعات الأخرى، في أكبر بلد ملوث على سطح الكرة الأرضية، فإذا اعترض نصف عدد الولايات على استخدام الطاقة النظيفة في قطاع الكهرباء لمشروع في عام 2030، وبتخفيض 32 بالمئة، فمتى تدخل أميركا مرحلة الطاقات المتجددة؟ وهل مطلوب من الدول النامية أن تبحث هي فقط عن الطاقات المتجددة ويترك التلوث لأصحابه (الهند ستحول سياراتها إلى كهربائية في عام 2030)؟

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This