في أكبر حدث اسثنائي في الأمم المتحدة بنيويورك، قام ممثلو أكثر من ١٧٠ دولة بتصديق اتفاقية باريس التي تهدف إلى خفض الإنبعاثات المسببة لظاهرة الإحتباس الحراري على مستوى العالم. وفيما يتعلق بالوطن العربي، انتهزت العديد من الدول هذه الفرصة لتجديد إلتزامها بمناهضة قضايا تغير المناخ؛ كالأردن ولبنان والمغرب وقطر وغيرها.
خلال ٤ أشهر على توقيع الإتفاقية التاريخية، لم تتوقف الكوارث الناجمة عن آثار التغير المناخي والتي تفاقمت بسبب فعل الإنسان من الزيادة في حدّتها. سواء أكانت تلك الأعاصير التي حطمت الأرقام القياسية في المحيط الهاديء أو موجات الحرارة القاتلة في الهند إضافة إلى أسوأ حالة إبيضاض للحاجز المرجاني العظيم، وغيرها الكثير من الكوارث الطبيعية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
ومن جهتها، علّقت صفاء الجيوسي مسؤولة حملة المناخ والطاقة في منظمة إندي-أكت ومنسّقة شبكة العمل المناخي في العالم العربي “إنه لأمر إيجابي أن نرى الدعم المتواصل للعمل المناخي والعمل ما بعد إتفاقية باريس، وعلى الحكومات الآن أن تقوم بالعمل الحقيقي على المستوى المحلي بإتخاذ نهج متكامل للحد دون تخطي درجة ونصف سليوسيّة كزيادة في معدل درجات الحرارة العالمية. وهذا النهج يتمثل بسياسات محلية تتمثّل بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري عن طريق الإستثمار بالطاقة المتجددة وصولاً إلى ١٠٠٪ من تلبية إحتياجات الطاقة عبر المصادر المتجددة إضافة إلى جهود مكثفة لتعزيز إتفاقية باريس”
إندي-أكت هي المنظمة العربية غير الحكومية الرائدة في مجال سياسات تغيّر المناخ. وهي تشارك في المفاوضات بشأن تغيّر المناخ منذ عام 2008. وقد أصبحت إندي-أكت مرجعاً للسياسات المتعلّقة بالمناخ في العالم العربي بالنسبة إلى عدد من الشبكات والمنظمات الدولية مثل الشبكة الدولية للعمل المناخي.
تعد دول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا من أكثر الدول تضرراً بتبعات التغير المناخي مما يجعل الحصول على المياه العذبة والغذاء أكثر صعوبة في هذه الدول. “إن فرصة إستضافة مؤتمر الإطراف ٢٢ في مراكش – المغرب، مُهمَّة لمنطقتنا العربية حيث يمكننا استعراض تضامننا معاً وأخذ زمام المبادرة في هذا التحدي العالمي”.
هنالك أمل جديد بالمنطقة يتمثل بالشبكة الإسلامية للعمل المناخي، حيث تزامن إطلاقها مع إطلاق الإعلان الإسلامي للتغير المناخي في العام الماضي وتمثلت أهدافها بإشراك المجتمع المسلم بإيجاد وتطبيق الحلول المحلية للحد من التغير المناخي وتعزيز التعاون بين المجتمعات الإسلامية حول العالم على الصعيدين الدولي والمحلي كما أنها ستلعب دوراً محورياً بمناقشات التغير المناخي القادمة.
علاوة على ذلك، هنالك العديد من الفرص التي تمكّن حكومات الدول العربية من تعزيز إسهاماتها المحددة محلياً أو الدولية منها؛ كقمة الجامعة العربية بموريتانيا ومناقشات التغير المناخي القادمة في بون – ألمانيا، ومؤتمر الاطراف في مراكش.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الدول العربية مثل الأردن والمغرب تقدمت بشكل لافت بتنفيذ سياسات ومشاريع الطاقة المتجددة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث افتتح الأردن أكبر محطة في المنطقة لتوليد الطاقة من الرياح مُمثلاً بمشروع الطفيلة. في حين تحولت محطة الوزازات بالمغرب لأكبر محطة طاقة شمسية مركزة في العالم. مثل هذه المشاريع تعمل على تحقيق أمن الطاقة لكلا البلدين ووضعهما على طريق يجعل من هذه الدول مُصدّرة للطاقة.
وقالت الجيوسي “هذا العام، سنركز جهودنا لنمارس الضغط على الحكومات العربية لتتبنى أهداف أعلى من تلك التي تم تبنّيها في تطوير وتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة”