إذا كانت قناديل البحر مصدر إزعاج لرواد الشواطىء، إلا أنها في جمهورية بالاو Palau تعتبر عنصر جذب سياحي، ولا سيما في بحيرة بالاو المالحة، فهي تنتمي لسلالة فريدة من نوعها في العالم، تعرف بـ “قناديل البحر الذهبية” golden jellyfish.
وتعاني هذه البحيرة في “بالاو” Palau في هذه الفترة من تغيرات المناخ، وهي تعدُّ من مواقع “اليونيسكو للتراث العالمي” Unesco World Heritage، وتواجه نقصا كبيرا في أعداد قناديل البحر الذهبية golden jellyfish، بعد أن اعتاد السياح الغوص بين الملايين منها في مياه البحيرة.
إلا أن رحلات السياح توقفت خلال الأسابيع الأخيرة، وعزا العلماء أسباب نقص أعداد قناديل البحر إلى الجفاف الشديد، فضلا عن ارتفاع درجة حرارة المياه الناجمة عن ظاهرة “النينو” El Nino المناخية، حيث ترتفع درجة الحرارة في أجزاء من المحيط الهادئ، ما يؤدي إلى تغير الطقس في كافة أنحاء العالم، وهو ما ينتج عنه ارتفاع درجات الحرارة، بحسب ما اشار علماء على موقع صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية.
بالاو والاحترار العالمي
وتعرف بالاو بـ “جزيرة الله المجهولة”، نظرا لجمالها، وهي من الدول الجزرية، وتضم ما بين 250 و350 جزيرة، وتعتمد في اقتصادها على السياحة بالدرجة الأولى، إذ يزورها العديد من السياح، لما تحويه من مناظر جميلة وحلابة، فضلا عن وجود شعب مرجانية رائعة فيها.
ويشير العلماء في هذا المجال إلى أن ثمة فرصة كبيرة لانتعاش واستعادة قناديل البحر أعدادها مع تحسن الظروف المناخية، لكنهم يخشون في الوقت عينه، من أن يشكل الاحترار العالمي تهديدا على المدى البعيد على النظام البيئي في “بالاو”، وهي جزر صغيرة غربية في المحيط الهادئ، وقدّر العلماء في “مؤسسة (بالاو) لبحوث الشعب المرجانية” Palau’s Coral Reef Research Foundation تراجع أعداد قناديل البحر الذهبية في البحيرة من 8 مليون إلى 600 ألف.
وقال المدير الساحلي لمنطقة بالاو كولين جوزيف Collin Joseph “لقد تراجعت الأعداد بشكل واضح في الأسبوعين الماضيين”، مشيرا إلى “نفوق قناديل البحر الكبيرة بشكل كامل في حين لا تزال بعض القناديل الصغيرة موجودة”.
تعليق الرحلات إلى البحيرة
وتنتمي قناديل البحر في البحيرة إلى سلالة فريدة من نوعها، وقرر يوسيتاكا أداتشي Yositaka Adachi، وهو حاكم ولاية كورور Koror State Governor الأسبوع الماضي الحفاظ على البحيرة مفتوحة على الأقل حتى الآن، وقال في بيان أصدره مؤخرا أن “سقوط الأمطار في المنطقة خلال الأشهر الأربعة الماضية كان في أدنى مستوياته منذ 65 عاما، ولكن لا تزال هناك بوادر إيجابية وطبيعة مهيأة لعودة تكاثر قناديل البحر، وضمان تعافي هذه الأنواع، وأوضحت “شركة سام” السياحية في 22 نيسان (أبريل) أن “العديد من شركات السياحة بما في ذلك شركتنا، لم تعد ترى قناديل البحر عند أخذ الضيوف إلى البحيرة، ولذلك قررنا تعليق رحلاتنا إلى البحيرة حتى إشعار آخر”.
على وشك الاندثار
ويحاول العلماء معرفة أثر الظروف المناخية الحارة والجافة على قناديل البحر، وأشارت “مؤسسة أبحاث الشعب المرجانية” إلى أن قلة الأمطار جعلت البحيرة أكثر ملوحة عن أي وقت مضى من السجلات التي تعود إلى عام 1998، وكتبت المؤسسة على الفيسبوك في نيسان (أبريل) الماضي أن “السبب الدقيق لانخفاض أعداد قناديل البحر الذهبية غير مفهوم حتى الآن، ولكن من الواضح أن صغار قناديل البحر لا تبقى على قيد الحياة فترة طويلة بعد إطلاقها من قبل سلالة الهلام التي تعيش في القاع”.
وتعد أعداد قناديل البحر الذهبية على وشك الاندثار، حتى أنها أصبحت غير موجودة في البحيرة، وأشارت المنظمة إلى تراجع الأعداد مرة من قبل في العام 1999، لكنها انتعشت بعد 18 شهرا بسبب نجاة بعض من هذه السلالة الهلامية.