د. أكرم سليمان الخوري

يعرف التلوث بشكل عام على أنه كل تغيير كمي أو كيفي في مكونات البيئة الحية وغير الحية، بحيث لا يمكن للبيئة استيعابه دون أن يختل توازنها، أو وجود أية مادة أو طاقة في غير مكانها وزمانها وكميتها المناسبة.
يعني التلوث عامة طرح المواد على اختلاف أنواعها من الوسط الحيوي بكميات تؤثر على عمل الأنظمة البيئية، من خلال التأثير السلبي على المكون الحيوي لهذه الأنظمة. ولهذا فإن تلوث مدينة دمشق، يعود إلى:
أ‌-وسائط النقل: تعتبر المصدر الرئيسي لتلوث الهواء في المدن، وما زاد من نسبة هذه الملوثات هو تدني نوعية الوقود المستعمل الذي يحوي على نسبة مرتفعة من الكبريت تبلغ 0.15 بالمئة في البنزين و0.7 بالمئة في المازوت، ونعني هنا (7000PPM جزء بالمليون)، بينما المواصفة العالمية للمازوت الأخضر تصل (50 PPM)، ما يؤدي إلى زيادة انبعاث الملوثات المنطلقة من عوادم السيارات، وبخاصة غاز الكبريت وهباب الفحم، ويعود السبب إلى:
– قدم وسائط النقل في سوريا.
– نوعية الوقود التي تلعب دوراً هاماً في زيادة الغازات الملوثة، وبخاصة غاز الكبريت.
– وجود عدد كبير من وسائط النقل العامل على الديزل.
– نمو حركة النشاطات البلدية والبناء.
ب‌-وسائط التدفئة:
-الكميات الكبيرة من الديزل المستعملة في التدفئة والتي تبلغ نسبته نحو 33.3 بالمئة من مجمل كميات الديزل المستهلكة في سوريا.
-تدني نوعية الديزل المستعمل في وسائط التدفئة، إذ يحتوي نسبة من الكبريت تبلغ نحو 0.7 بالمئة.
– تدني نوعية وسائط التدفئة في معظمها من النوع البدائي، حيث لا تزيد فعالية الاحتراق فيها عن 40 بالمئة.
ج- الصناعة: تطلق الصناعات المختلفة الكثير من ملوثات الهواء، عن طريق حرق الوقود اللازم لهذه الصناعات أو كناتج للعمليات الصناعية، ومما يزيد من تلوث المدن من مصادر صناعية، هو أن معظمها محاطة بصناعات مختلفة لا تراعي الاعتبارات البيئية، كصناعة الإسمنت والمحاجر وغيرها. فمثال على ذلك، معدل سقوط الغبار في معمل إسمنت طرطوس، يتراوح بين 77 و 518 طن /كم2/شهر، أما في القرى المجاورة والتي تبعد عن المعمل بنحو 5 كلم وأكثر، فقد وصل معدل سقوط الغبار إلى نسب تراوحت بين 18 و100 طن/كم2/شهر، علماً بأن الحد المسموح به هو 9 طن/كم2/شهر، وقد تم اتخاذ بعض الإجراءات في عدد من مصانع الإسمنت (عدرا وطرطوس) لتطوير وتحديث أنظمة تصفية الغبار فيها، وذلك من ضمن خطة الدولة في هذا المجال، وكان لها أثر ايجابي في تحسين الوضع البيئي.
د-التوسع الحاصل في المدن والذي جعل النشاطات الصناعية قريبة من التجمعات السكانية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This