نظمت وزارة الثقافة ومكتب “اليونيسكو” ورشة عمل تقنية برعاية وحضور وزير الثقافة روني عريجي، بمشاركة “مجلس الإنماء والإعمار”، وبالتعاون مع المديرية العامة للآثار، والوكالة الإيطالية للتعاون التنموي، وذلك بمناسبة إطلاق المرحلة الثانية من أعمال الحفظ والترميم في موقعي بعلبك وصور الأثريين، والمدرجين على لائحة “اليونسكو” للتراث العالمي منذ العام 1984.
وتجمع هذه الورشة التي تقام في مكتب اليونسكو في بيروت من 9 إلى 12 أيار (مايو) 2016، جميع الخبراء العاملين على تنفيذ أعمال الحفظ والترميم في الموقعين المذكورين، بمشاركة خبراء عالميين من المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS) مختصّين في مجال حفظ وترميم الآثار، إضافةً إلى خبراء محليين من المديرية العامة للآثار ومجلس الإنماء والإعمار. وستحرص الجهات المعنية على اعتماد أحدث الأساليب التي تضمن حماية وصيانة منشآت هذين الموقعين إستناداً الى المعايير الدولية للحفظ والترميم.
عريجي: نحن المسؤولون عن تراثنا
وشدد الوزير عريجي في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، على “أهمية التواصل بين جميع الفرقاء نظرا لجدية الأعمال المنوي تنفيذها في بعلبك وصور، وإلى المسؤولية المناطة بوزارة الثقافة تجاه مركز التراث العالمي”.
وأضاف: “انطلاقا من المسؤولية التي تضطلع بها وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار تجاه تراثنا الوطني من جهة، وتجاه المؤسسات العالمية، لا سيما مركز التراث العالمي في اليونسكو من جهة ثانية، اتخذت الوزارة والمديرية قرارا بضرورة وجود خبراء مستقلين للمساعدة في عملية ترميم موقعي التراث العالميين اللذين ائتمنّا عليهما أمام الانسانية جمعاء، وهذه مسؤولية كبيرة يجب ان لا تخفى عن أعين أحد. ففي النهاية نحن المسؤولون عن تراثنا، ومساحة الحرية في خياراتنا وقراراتنا هي على قدر مسؤولياتنا تجاه هذا التراث”.
وتمنى على كل الأفرقاء “التحاور والنقاش لاستخراج الحلول المناسبة والممكن اعتمادها من أجل الحفاظ على مواقع التراث العالمي”.
الهمامي: لأخذ بعين الإعتبار خصوصية كل موقع
وأشاد مدير المكتب الإقليمي لليونسكو الدكتور حمد الهمامي، بـ “الجهود المبذولة من قبل المؤسسات المعنية في هذا المشروع، من أجل ضمان حماية وصيانة منشآت موقعي بعلبك وصور، بما يوافق المعايير الدولية للحفاظ على الآثار، مع الأخذ بعين الإعتبار خصوصية كل موقع، والقيم الإستثنائية التي أدت الى إدراجهما على قائمة التراث العالمي”.
ونوه بـ”دور اليونسكو الداعم للمديرية العامة للآثار”، مؤكدا أنه “لطالما كانت اليونسكو، وخصوصا من خلال مكتبها في بيروت، السند الداعم للمديرية العامة للآثار في كدها وجدها من اجل الحفاظ على التراث الوطني والتراث العالمي في لبنان”.
وختم قائلا ان “إلتزام اليونسكو مع وزارة الثقافة نابع من التزام كل الأطراف المشاركة اليوم باتفاقية التراث العالمي التي أقرت سنة 1972 من جهة، ومن جهة أخرى من حرصنا الشديد على التواصل والتنسيق المستمر مع الدولة اللبنانية من أجل ضمان الحماية الأمثل لتراثنا المشترك وتمريره سالما للأجيال المقبلة”.
كريدي: الورشة الفنية واحدة من سلسلة ورش
إلى ذلك أثنى مسؤول قطاع الثقافة في مكتب “اليونسكو” في بيروت جوزيف كريدي على التعاون البنّاء، بين مختلف الأطراف لتنظيم هذه الورشة. وأكّد أن “هذه الورشة الفنية، هي واحدة من سلسلة ورش عمل مصمّمة ضمن إطار الإتفاقية الموقعة بين مجلس الإنماء والإعمار ومنظمة اليونسكو، وذلك في إطار مشروع التوثيق والخدمات الإستشارية “UDAS project”، الذي ستقدّم من خلاله منظّمة اليونسكو الدعم الفني المطلوب للمديرية العامة للآثار، لتمكينها من تنفيذ أعمال الترميم والحفظ في موقعي بعلبك وصور الأثريين بحسب المعايير العالمية، وذلك بدعم الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي”.
وتمنى كريدي أن تساهم هذه الورشة في بث روح التعاون بين جميع الأطراف المعنية لضمان الحماية الأفضل لمواقع التراث العالمي في لبنان، وتحديداً بعلبك وصور.
وخلال الورشة، شارك الخبراء في سلسلة من المحاضرات وحلقات النقاش، أدارها خبراء دوليون حول أهداف هذا المشروع، ومختلف أبعاده، والنتائج المتوقعة من أعمال الترميم.