من المسؤول عن نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات والطيور في كل عام؟ ومن يتحمل نتائج هذه الكارثة عالميا؟ وتاليا، ما هي التبعات البيئية حيال هذا النفوق؟
أسئلة كثيرة تحضر ونحن نستعرض ما رصدته وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث حول العالم في أقل من سنة، وإن كنا نعلم أن الأسباب مرتبطة بأنشطة بشرية، أهمها تغير المناخ والتلوث البيئي، إذ لا تنحصر تبعاتهما على الإنسان فحسب، وإنما تطاولان أنواعا كثيرة من الحيوانات، وبحسب خبراء، فإن هناك عشرات الآلاف منها تنفق في أرجاء مختلفة من العالم بسبب هذين العاملين.
وفي ما يلي، أبرز ما تم توثيقه ما بين العامي 2015 و 2016، علماً أن ثمة الكثير من حالات نفوق لم يتم التطرق إليها، في ما أوردته بعض وسائل الإعلام، نقلا عن موقع “دويتشه فيله” الألماني:
نفوق أسماك وطيور بحرية
– نفوق حوالي 33 طنا مكعبا من الأسماك على شاطئ قريب من مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية خلال العام الماضي (2015)، بسبب نقص الأوكسجين، فيما تم تسجيل نحو 35 حالة نفوق جماعي لأسماك خلال عام 2016، ولم تذكر التقارير حوادث مماثلة، ولا سيما في الهند وفيتنام في الفترة الزمنية نفسها، أي في العام 2015.
– تم تسجيل ورصد نفوق الآف الطيور البحرية، على الساحل الغربي لأميركا الشمالية من سان فرانسيسكو حتى كولومبيا البريطانية عام 2015.
– ويهدد التلوث والاحتباس الحراري سلحفاة البحر الخضراء بانتشار “فيروس هيربس” Herpes virus الذي يفقدها البصر، فلا تعود قادرة على الرؤية والبحث عن الغذاء، ما يؤدي إلى نفوقها، علما أن هذه السلحفاة واسمها العلمي Chelonia mydas وقد أدرجت مرتين على القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالإنقراض.
ظباء سايغا
– نفوق نصف عدد “ظباء سايغا” Saiga antelope خلال أسبوعين في ربيع العام 2015، نتيجة للتغير المناخي، وتعيش هذه الظباء في براري وسط آسيا، وخلال شهر أيار (مايو) من العام نفسه، أخذت أعداد هائلة من هذه الظباء بالنفوق بسبب مرض مجهول، يُعتقد بأنه “الباستريلا” Pasteurellosis (نوع من تسمم الدم يصيب الأغنام عادة)، وبلغت نسبة النفوق داخل أي قطيع مصاب 100 بالمئة، وقدرت نسبة الظباء النافقة بحوالي 40 بالمئة من إجمالي عددها في العالم، وقد عثر على ما يقارب من 120,000 جيفة في أواخر شهر أيار (مايو) من أصل 250,000 رأس، وأعلنت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالحفاظ على ظباء السيغا وإكثارها، أنَّ ظاهرة النفوق الجماعي قد توقفت.
– وسجل نفوق الآلاف من الحبار العملاق Giant squid على شواطىء تشيلي بداية عام 2016، وبحسب العلماء، فإن سبب نفوقها هو المياه الملوثة، إلى جانب الاحترار العالمي وظاهرة النينيو.
الخفافيش والانتحار الجماعي للحيتان
– لا تحتمل الخفافيش الحرارة العالية، لذا سجل عام 2015 نفوق الآلآف منها في الهند وأستراليا، والمعروف أن للخفاش دورا مهما في التوازن البيئي، إن لجهة القضاء على البعوض والحشرات الضارة، وإن لجهة دور بعض أنواعها في تلقيح الأشجار المثمرة، ولا سيما الأشجار والشجيرات الاستوائية.
– كذلك تسببت زيادة التلوث وتغير المناخ بزيادة الانتحار الجماعي للحيتان، ففي عام 2015 سجلت مثل هذه الحالات في ألمانيا وأميركا وتشيلي ونيوزيلندا، ولا أحد يعلم حتى يومنا هذا ما هو سر الانتحار الجماعي للحيتان، حيث انها فجأة وخلال ايام معينة من السنه تندفع الى الشاطئ، معرضة حياتها لخطر الموت اثناء قيامها بهذه الرحلة الانتحارية!