د. ناجي قديح

 

لماذا يبحث “توافق” حزب الله وحركة أمل عن التزكية؟ هل التزكية فعلا لصالحهم على المدى المتوسط والبعيد؟ نحن لا نظن ذلك.

لم يكن احتكار السلطة يوما لصالح محتكريها، فهو يلغي دور الآخرين ويتجاهل وجودهم، في مرحلة حساسة تتطلب استمرار الناس في احتضان خياراتهم السياسية الوطنية الكبرى، ولا أقول إلتباسات ممارستهم للسلطة الفعلية في الحكومة والإدارة. فهل تستحق “سلطة” البلدية إلغاء كل الآخرين، من ناشطين في المجتمع المدني، ومن ممثلين عن الشباب والنساء، وخصوصا من ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والديموقراطية واليسارية؟

نحن نظن أن السلطة تصبح أكثر ديموقراطية بالتشارك مع الجميع دون استقواء أو إبعاد أو إلغاء. كيف سنصنع الإنماء إذا احتكرنا المجالس البلدية؟ إلا إذا كانت السلطة، بمفهوم البعض، ما هي إلا منصَّة لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المصالح العامة لعموم الناس.

ليس مؤشر قوة لهم إن هم سيطروا على المجالس البلدية بالتزكية، وبالضغوط بكل الوسائل لسحب ترشيح الآخرين، كي تخلو الساحة للوائح توافقهم. بل هو مؤشر عن إدارة الظهر لكثير من الحلفاء والمؤيدين في القضايا الوطنية الاستراتيجية الكبرى، لحساب بعض المكتسبات واحتكار السيطرة.

ربما هذا الطموح مشروع بالسياسة عموما لغيرهم، ولكنه محفوف بالمخاطر والخسائر إذا ما اعتمدوه نهجا لممارستهم اللعبة الانتخابية البلدية والنيابية. هذا ممكن لغيرهم، ولكنه غير ممكن لهم بالذات، لأن أكثرية ساحقة من الشعب تحتضن الخيار الاستراتيجي للمقاومة، ولا تتبنى كل ممارساتهم للسلطة، بالتحالف والمشاركة مع جميع مكونات السلطة السياسية في البلد، التي يئن الشعب من سياساتها بأبعادها الادارية والاقتصادية والاجتماعية والمالية.

كيف يمكننا أن نفهم ميلهم إلى اكتساب بعض الناس وليس جميعهم؟

ليس بالمصادرة والإلغاء تكتسب القلوب!

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This