تستعد مدينة طنجة المغربية لاستضافة مؤتمر الأطراف المتوسطي حول المناخ “ميدكوب 22” MEDCOP 22 في تموز (يوليو) المقبل، بمشاركة نحو ثلاثين دولة في حوض البحر الأبيض المتوسط ودول أوروبية عدة، ويشكل المؤتمر منصة للبحث في الحلول والاستراتيجيات الممكنة للعديد من الاشكاليات الايكولوجية والمناخية، والتي تؤثر على الدول المطلة على المتوسط، وتعد من الدول الأكثر تضررا من تداعيات تغير المناخ.
ومن المتوقع أن يؤمن المؤتمر فرصةش مهمة لبلدان البحر الأبيض المتوسط، بحيث تتمكن من إسماع صوتها حيال ما تواجه من تحديات بيئية، وإيجاد مظلة مشتركة للبحث في سبل مواجهة هذه التحديات، خصوصا منها المشاكل البيئية التي تواجهها المنطقة بشكل خاص، ومختلف مناطق العالم بشكل عام، لا سيما لجهة القدرة على التكيف مع تغير المناخ، فضلا عن توحيد الجهود الدول المتوسطية لمواجهة الاستحقاقات البيئية بشكل موحد.
إجراءات فورية واستراتيجية
وفي هذا السياق، أكد مدير المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة الخبير المغربي خالد التمسماني على “الحاجة الملحة لبلدان البحر الأبيض المتوسط إلى إدماج العنصر البيئي كعامل هيكلي في سياساتها الإقليمية، من أجل التصدي لظاهرة تغير المناخ وتحسين تكيف اقتصاداتها مع المشاكل البيئية”، مشيرا في الوقت عينه إلى أن “المنطقة تواجه العديد من التحديات المرتبطة بالمجال البيئي، ومنها، ارتفاع منسوب مياه البحر، تراجع التنوع البيولوجي البحري، الاستغلال المفرط لسواحل المتوسط وشح وندرة الأمطار”.
واعتبر التمسماني الذي يرأس أيضا رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر “ميدكوب 22” MEDCOP 22، أن “دول حوض البحر الأبيض المتوسط مطالبة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، باتخاذ إجراءات فورية واستراتيجية وملموسة حتى تمتلك القدرة والحصانة اللازمة للتعامل مع المشاكل البيئية المطروحة، فضلا عن تعزيز قدراتها كذلك على التكيف مع ظاهرة تغير المناخ”.
وأكد أن “الاستعدادات الجارية لاحتضان هذا الحدث الاقليمي والعالمي المتميز، تسير في أفضل الظروف”، مشيرا أيضا إلى أنه “سيتم تنظيم عدة اجتماعات قبلية حول القضايا البيئية ستشهد مشاركة فعاليات سياسية واقتصادية وممثلي الهيئات المعنية بمجال البيئة، فضلا عن فعاليات المجتمع المدني، من أجل تبادل الخبرات والآراء وعرض ومناقشة التوصيات ذات الصلة، لتوحيد الرؤى والخطوات لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه مختلف دول العالم”.
توصيات لمؤتمر مراكش
وسيشكل المؤتمر ايضا فرصة لطرح الحلول العملية وتقديم الاقتراحات حول القضايا البيئية، والتي ستسلم على شكل توصيات لاصحاب القرار في دول حوض البحر المتوسط، كما سيشكل ايضا رافدا لمؤتمر الاطراف حول المناخ “كوب 22” COP22، الذي ستحتضنه مدينة مراكش قبل نهاية العام الجاري، وسيكون المغرب مدعوا في هذا السياق، الى أن يضطلع بدور رئيسي لتعبئة كل الدول لتنفيذ ما اتفق بشأنه في باريس خلال مؤتمر باريس الماضي، من أجل بلورة التزاماتها البيئية على أرض الواقع، ومواجهة تحديات البيئة بنفس العزم والتضامن مع البلدان المتضررة اكثر من تغيرات المناخ، ولا سيما تلك المطلة على البحر المتوسط، وتشجيع الدول الأكثر تلويثا في العالم على بذل جهود كبيرة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ويعد مؤتمر “ميدكوب 22” الذي سينعقد بعد مؤتمر مماثل في مدينة مارسيليا الفرنسية، منبرا لإلقاء الضوء على الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها السلطات المحلية الهيئات المنتخبة والجمعيات الأهلية بوصفها مكونا اساسيا من مكونات وعوامل التنمية المستدامة، والمساهمة في وضع أجندة بيئية إقليمية، فضلا عن أن المؤتمر سيشكل فرصة لتشجيع وتحفيز المشاريع التي ستساهم في التأقلم مع التغيرات المناخية، والعمل على تكامل المبادرات وتحديد الإجراءات الواقعية التي من شأنها الحد من التغيرات المناخية في حوض البحر الأبيض المتوسط.