وفقا لدراسة أجراها معهد الموارد العالمية، يُتوقع أنه بحلول عام 2040 سيكون هناك 33 دولة في العالم تعاني من نقص حاد في المياه، أربع عشر منها في العالم العربي، ويحتل لبنان بين هذه الدول الاربعة عشر المركز الحادي عشر.
فبالرغم من أن الوطن العربي يضم عشر مساحة اليابسة، إلا أنه يصنف من المناطق الفقيرة في مصادر المياه العذبة، إذ لا يحتوى على أكثر من 1 بالمئة فقط من كل الجريان السطحي للمياه، ولم تصل نسبة الامطار فيه الى 2 بالمئة من إجمالي الأمطار في العالم.
تعتمد الدول العربية مثل المغرب، الجزائر، تونس، سوريا، لبنان، العراق، الصومال، السودان والأردن على مياه الأمطار في بناء اقتصادها الزراعي وجزء من الاقتصاد الصناعي، إلا أن عدد الدول العربية التي تقع تحت خط الفقر المائي (تبلغ متوسط حصة الفرد من المياه العذبة في أكثر من بلد عربي تقريبا خمسمئة متر مكعب سنويا، في حين أن المتوسط العالمي يبلغ حوالي ألف متر مكعب)، قد بلغ تسعة عشر بلدا، بما في ذلك 14 دولة تعاني من نقص حقيقي في المياه حيث لا تكفي الكميات المتوفرة لتلبية الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، بالإضافة إلى أن 30 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة معرضة إلى التصحر بسبب نقص المياه. يحدث هذا في الوقت الذي لا يستفيد العالم العربي من الموارد المائية (حوالي 340 مليون متر مكعب، أي بنسبة خمسين بالمئة فقط فيما يضيع الباقي في البحر).
ويصنف العالم العربي من المناطق الفقيرة في مصادر المياه العذبة الصالحة للشرب، حيث أنه لا يحتوي سوى على أقل من 1 بالمئة من جميع المياه السطحية، وحوالي 2 بالمئة من إجمالي الأمطار في العالم، دون أن ننسى أن استهلاك المياه في العالم العربي بواقع خمس مرات خلال السنوات الخمسين الماضية، (ارتفع استهلاك المياه في قطر بنسبة 70 بالمئة خلال 7 أعوام، حسب ما أظهرت دراسة نشرتها وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية الأربعاء 11 أيار (مايو)، هي الأولى في هذا المجال). ويقدر الاستهلاك السنوي بحوالي 230 مليار متر مكعب، منها 43 مليار متر مكعب تستهلك في مياه الشرب والصناعة، و 187 مليار متر مكعب في الزراعة.
ويقول باحثون في المعهد الدولي للموارد المائية في الشرق الأوسط انه في معظم مناطق العالم التي تعاني من انعدام الأمن المائي، يتم استنزاف المياه الجوفية بغزارة، وأنه على الرغم من محاولات تحلية مياه البحر، إلا أن هذه البلدان تواجه “تحديات خطيرة تتعلق في تأمين مصادر لتأمين مياه الشرب في المستقبل المنظور”.

هل وصل العطش الى لبنان؟

احتل لبنان لسنوات المركز الثالث بعد السودان والعراق في وفرة المياه، حيث يجري فيه 40 مجرى مائيا، اضافة الى العديد من البحيرات والأنهار، إذاً لماذ يهدد الجفاف هذا البلد؟ تشير الارقام الى ان مدينة بيروت تحتاج الى 250،000 متر مكعب يوميا، فيما تؤكد الدراسات أن المستهلك الاكبر للمياه في لبنان هو القطاع الزراعي، حيث تراوحت النسب بين 60 و 70 بالمئة من حجم المياه العذبة في لبنان، ويذهب تسعة بالمئة للاستخدام المنزلي وإحدى وعشرون بالمئة يستهلكها قطاع الصناعة. وتشير بعض الدراسات إلى أنه في فترات الوفرة (عندما تتجاوز نسب هطول الامطار المنسوب السنوي) تبلغ نسبة الهدر 75 مليون متر مكعب من المياه (تذهب إلى البحر)، في الوقت الذي يمكن ان نستفيد من هذه الامطار عن طريق الاستعانة بخبرات ومساعدات فنية خارجية، لبناء مجمعات مائية ترابية او السدود، حيث يتم تجميع المياه وتحويلها الى محطات المعالجة لتكون صالحة للاستعمال المنزلي.

دق ناقوس العطش!

المثير للدهشة، أن تقريرا سريا نشره موقع “ويكيليكس” المثير للجدل، أكد فيه أن المياه الصالحة للشرب ستختفي من الأرض بحلول العام 2050! وأثار هذا التقرير الخوف لدى معظم حكومات العالم، إلا أن الحكومات العربية لم تتأثر وتجاهل المسؤولون ذلك التحذير، على الرغم من انهم يعلمون ان أزمة كبرى تواجه الكوكب، والسؤال هنا لماذا لا تفكر الوزارات المعنية باستباق الازمة، وايجاد حلول سريعة للهدر الهائل للمياه في الوطن العربي، ومن ضمنه لبنان؟ ولماذا لا تعتمد اساليب الري الحديث ويقوم المسؤلون بإصدار قوانين تحدد كميات المياه لكل منزل ويجري بذلك ترشيد الاستهلاك؟ (هناك مشروع بين الحكومة اللبنانية ومنظمة الفاو لاقامة ثماني بحيرات اصطناعية).
ناقوس العطش يدق في كل دول العالم… فهل من يسمع في لبنان؟

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This