غرائب في عالم الكائنات الحية لا يمكن تصديقها لو تكن موثقة بالصور، وبتنا نراها على نحو متزايد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ما لم يكن متاحا قبل عشر سنوات، ولذلك لا نستغرب أن تطالعنا يوما بعد يوم ظواهر تجافي المنطق، وتثير الكثير من الأسئلة لدى علماء الأحياء في العالم، فيما يراها كثيرون من زاوية أنها نوع من الطرائف والتندر ليس أكثر.
وفي هذا المجال، وبحسب صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية، نشر أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم “فيسبوك” في أستراليا صورة لضفدع لديه ما يشبه القضيب الضخم والعضو الذكري، وما أثار الاشتغراب أن الضفادع ليس لديها قضيب أساسا.
ساق إضافية!
لم يخضع الصفدع إلى الآن، بحسب مواقع علمية، لأية دراسة، إلا أن العلماء، ومن خلال الصور المنشورة، رجحوا أن يكون الطرف الضخم الشبيه بالعضو الذكري، هو ساق إضافية تشكلت جزئيا بين اثنتين من أطرافه الخلفية، واكتشفت هذه الصور بواسطة براد اسبوزيتو Brad Esposito مراسل ومحرر Buzz feed News في أستراليا، والذي علق قائلا “لقد أثرت بي هذه الصور من الأعماق“.
وانتشرت الصورة التي توزّعت على الفيسبوك بواسطة كيث ليش Keith Leech، حيث عرضت 3 صور توضح الجزء السفلي من جسم الضفدع، فيما بدا الضفدع لديه جزء وائد متضخم يشبه القضيب، وسخر أحد المستخدمين معلقا ” لابد وأن الضفدع سيكون سعيدا“.
وأوضح العالم جيري مارانتلي Gerry Marantelli من “مركز أبحاث البرمائيات في أستراليا” the Australian Amphibian Research Centre، أن هذا الجزء الزائد ليس عضوا جنسيا“، وإذ أكد أنه “ليس قضيب، لان الضفادع ليس لديها قضيب“، رأى أن “هذا العضو الزائد تطور من الساقين أثناء التطور الجنيني، ولذلك أضيفت ساق أخرى إلى الضفدع“.
أعضاء تناسلية خارجية
ويرتبط تشكيل القضيب بنشاط في تجويف في نهاية الجهاز الهضمي، ولكن وفقا لموقع هذا الجزء الزائد، فإن القضيب ينشأ بشكل مختلف لدى حيوانات مختلفة، وفي عام 2014 تتبع الباحثون في “جامعة هارفارد” Harvard university منشأ القضيب، ووجدوا أن النشاط في نهاية الجهاز الهضمي يرسل عادة إشارة إلى الأنسجة والخلايا المجاورة لخلق أعضاء تناسلية خارجية.
وكشفت الدراسة أنه في الأفاعي والسحالي ينبع هذا من الأنسجة التي تشكل الساقين الخلفيتين في حين يأتي القضيب منشقا من الذيل في الثدييات، والضفادع ليس لديها قضيب، ولكن لديها جزء زائد يسمى” المذرق“Cloaca (الحجرة المشتركة التي تفتح فيها كل الأنابيب من الأجهزة الهضمية والبولية والتناسلية)، وفي الضفادع التي لديها ذيل، يتم تجهيز المذرق بجزء خارجي يساعد على التكاثر، ويستخدم هذا الجزء لتوجيه الحيوانات المنوية داخل الأنثى لحدوث الإخصاب.
وأضاف مارنتلي “اخترعت البرمائيات القضيب وإن لم يكن بشكله الحديث“، وعلى الرغم من عدم معرفة أحد طبيعة هذا الجزء الزائد في الصور دون فحص مباشر، إلا أن الخبراء أوضحوا أنه ساق خارجية تشكلت جزئيا.
