من منا ليس لديه هواجس من ان تتحول يوما ما الشحوم على كبده إلى مشكلة تؤدي إلى تشّمعه، ومن ثم تسبب له السرطان! لكن في المقابل، ما تزال هناك تناقضات على مستوى الآراء الطبية بين التأكيد والنفي، وهنا يتبدى سؤال: كيف نحمي الكبد كي لا نصل الى مرحلة متقدمة من هذا المرض والاصابة بالسرطان؟ وهل فعلا ان الشحوم على الكبد في حال لم تعالج تزيد من الاصابة بالسرطان ايضا، خصوصا انه تبين ان شريحة مهمة من اللبنانيين تعاني من الشحوم في الكبد نتيجة الاكثار من الدهون في الوجبات الغذائية؟ وتاليا، ما هو الواجب فعله؟
التحذير من الافراط في الكحول
في هذا الاطار، شدد الاخصائي في الجهاز الهضمي الدكتور جوزف شريم عبر greenarea.info على “اهمية الحماية للحفاظ على صحة سليمة للكبد“، وقال: “ان الشحوم المتواجدة على الكبد لا تؤدي الى سرطان في الكبد، بل الصحيح ان التشمع يؤدي الى الاصابة بالداء الخبيث، حيث تموت خلايا الكبد تدريجيا نتيجة الادمان على الكحول عندما يتناول الانسان أكثر من ليتر من الكحول يوميا، ومع الايام تظهر العوارض تدريجيا، ويكون السرطان قد فتك بكبده، من دون ان ننسى ان الاصابة باليرقان من نوع “ث” او “ب” هي أيضا وراء ازدياد الاصابة بالتشمع، وهنا لا علاج سوى زرع الكبد قبل ان تؤدي الحالة الصحية المتدهورة الى الوفاة“، وأكد على اهمية “التلقيح ضد اليرقان من اجل توفير الحماية اللازمة لصحة الكبد، خصوصا لدى الاشخاص الاكثر عرضة لمثل هذه الاصابات، كما ان التقدم بالعمر إلى ما فوق الخمسين يزيد اكثر من احتمال الاصابة بأمراض الكبد مهما كان نوعه“.
قد تؤدي الى السرطان
بالمقابل، اكد ّالاخصائي في أمراض السرطان الدكتور علي شمس الدين لـ greenarea.info أن “هناك احتمالا بأن تتحول الشحوم على الكبد الى التشمع ومن بعدها الى حالة سرطانية“.
بينما اعتبر الاخصائي في أمراض السرطان أيضا الدكتور جوزف قطان لـ greenarea.info أنه “لا يمكن ان تتحول الشحوم على الكبد الى سرطان“، وقال: “ان التشمع في الكبد يختلف عن الشحوم على الكبد، حيث ان هذه الاخيرة لا تتحول الى السرطان كونها ناتجة عن سبب ازدياد في الوزن، بينما التشمع في الكبد يزداد عندما يتم تآكل خلايا الكبد بفعل الاصابة بفيروس اليرقان (ب) او (ث)، او نتيجة الادمان على الكحول، عندها تتعطل وظيفة الكبد ويتورم البطن وتنتفخ الرجلين، حيث نجد على سبيل المثال الكثير من حالات تشمع في الكبد في بلدان افريقيا نتيجة تزايد الاصابة باليرقان خصوصا، من نوع (ب)، وهو موجود ايضا بشكل مرتفع في مصر، وفي البلدان المتقدمة، اما بالنسبة للبنان فعدد الاصابات بتشمع الكبد ليست مرتفعة نتيجة الكحول، لانه تبين لنا، حسب الدراسات العلمية الاخيرة ان 40 بالمئة من اللبنانيين فقط يتناولون الكحول“. واخيرا قال الدكتور قطان: “ان لا امل في علاج تشمع الكبد سوى بالزرع، وهذا أمر نادر حدوثه نظرا لقلة المتبرعين في وهب الاعضاء“.