رَسَت الانتخابات البلدية “الشرسة” في مدينة جونيه على لائحة “كرامة جونيه”، وكان رئيس لائحتها جوان حبيش قد أكد في حديث لـ greenarea.info، ان لائحته “هي الرابحة”، في الجهة المقابلة، عبّر لنا أحد أبرز الوجوه السياسية في جونيه منصور البون، أو “الرجل الخدماتي” كما يطلق عليه أهل المنطقة، ان “جونيه التجدد” ستفوز.
كلّ من اقترع في جونيه كان يعلم ان “المعركة سياسية أكثر منها إنمائية”، وفيما تنعم هذه المدينة الجميلة بطبيعة جعلتها من أهم المدن السياحية في لبنان، بدت بوضوح مظاهر عدّة تشوّه وجهها، في هذه المنطقة من كسروان.
اعداد: زينة ناصر / تصوير: إدريس مليتي / مونتاج: أحمد فرحات
لا تغيير سيحصل!
يحدّثنا بعض الناخبين والمندوبين عن “السياسة” لا “الإنماء” في كواليس اللوائح المتنافسة، خصوصاً بعد ان شاهدوا المقابلات المتلفزة لبعض المرشّحين، فبالنسبة لرجل أربعيني من جونيه “ترشّح جوان حبيش ليس إلاّ نكاية”، ويضيف انّ هذا الترشّح جاء بعد “الحزازيات التي حصلت بين عام 2004 و2010 بين حبيش وآل افرام”.
ويقول لنا ناخب آخر ان “الحكيم (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع) لا يهمّه ان يدخل بشراسة إلى هكذا معركة، لأنه لا يريد ان تؤثر معركة حول الانتخابات البلدية على اتفاق معراب”. وأضاف ناخب “قواتي”: لا أعرف إن كان الجنرال (ميشال عون) يشعر بالضعف إلى هذه الدرجة كي يحضر إلى جونيه بنفسه”، مشيراً إلى زيارة عون جونيه، التي دعا خلالها الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم بكثافة.
يرفض الكثير من العونيين هذه الأقوال، ويؤكدون المعركة على “الإنماء” فقط! فيما يفضّل ناخبون آخرون اختاروا لائحة “كرامة جونيه” المدعومة من العماد ميشال عون الإنتخاب “رغم يقيننا أنّ لا تغيير سيحصل”. وبدا واضحاً، خلال تجوّلنا في واحد من أهم مراكز الإقتراع في جونيه وأكثرها اكتظاظاً بالناخبين، انّ “المندوبين في لائحة (كرامة جونيه) يلبسون القمصان الحزبية البرتقالية، بينما انحصرت قمصان الآخرين بتلك المروّجة للائحة “جونيه التجدد” فقط.
ثلاث سيدات
في مركز اقتراعي كبير، جلس “الزعيم” منصور البون، وحوله كثيرون. كلّما صرّح لأحد الوسائل الإعلامية، صفّقوا. وكلّما سمعوا تصفيقا من الناحية المقابلة، سأل أحدهم “مين هيدا؟”. تصفيق على مدخل بوابة المركز. من هذا؟ جوان حبيش!
المرشّحون مندفعون للعمل من أجل جونيه، فبالبطل الرياضي سيلفيو شيحا، المرشّح عن لائحة “جونيه التجدد” أكّد لنا انه “سيساعد جونيه من خلال خبرته، وسيدعم الشباب والشابات في جونيه رياضياً”.
من ناحيتها، قالت مرشحة من لائحة “كرامة جونيه” ان وجود ثلاث سيدات في اللائحة هو للتأكيد ان السيدات فاعلات ويمكنهنّ التغيير، كما يمكنهنّ إيجاد الحلول المناسبة لمدينتهنّ”.
جونيه محرومة إنمائياً
من أشرطة الكهرباء المتدلية على بيوت ذات طابع تراثي، وصولاً إلى الطرقات والأرصفة، قال لنا العديد من أهل جونيه ان “مدينتهم لا تزال تحتاج إلى الكثير من الإنماء”.
إنماء يشمل بيوتا للعجزة والمسنّين، ويشمل خطة شاملة للنفايات في البلدة، تلك النفايات التي لا تزال قابعة تحت أحد الجسور، وغيرها من المطالب التي قصّرت البلديات المتعاقبة وتقاعست عن حلّها… هذا ما يريده أهل جونيه.
“جونيه محرومة إنمائياً”، يؤكّد أهل المدينة، الذين لا يريدونها “سياحية” فقط، ويؤكّدون لـgreenarea.info ان “السياسة أو الإنماء ليسا الحديث الأهم فحسب، وإنما أهالي المدينة هم الأهم “الذين جرّبوا الكثيرين ولم يحصلوا على ما يريدونه في بلدتهم بعد”.
وفيما سجّلت نسبة التصويت في قضاء كسروان 62.80 بالمئة، عبّر رؤساء الأقلام عن “ارتياحهم لسير العملية الانتخابية”، مؤكدين ان لا مشاكل على الإطلاق في أقلام الاقتراع. إلاّ ان بعضهم تكلّم عن إرشادات ناقصة أو منعدمة حول الانتخابات البلدية، خصوصاً لأولائك الذين ينتخبون للمرة الأولى. فبعضهم لم يعرف بوجود صندوقتين للاقتراع، ومنهم من أراد وضع صوته للانتخابات البلدية والاختيارية على حدّ سواء في صندوقة واحدة، وبالطبع، لم يُسمح له.
لا يمكننا إلاّ ان نعود إلى الحديث عن قانون الانتخابات الحالي، الذي يجب تعديله، وعن المشاريع الانتخابية، التي يجب ان تكون المعيار الأساس لاختيار المرشّحين. كما لا يمكننا إلاّ ان نتكلّم عن الوعي الاجتماعي الذي بدا واضحا، وطغيانه على التعصّب بكافة أشكاله، خصوصاً في ما يتعلّق بالمواضيع الإنمائية.
جونيه وبلديات أخرى انتخبت، والأحد المقبل بلديات عدّة غيرها. هل سنرى أي تغيير في وعي الناخبين بعد أسبوع؟
