عندما حاكم رجال الكنيسة غاليليو لأنه كان يدافع عن “نموذج كوبرنيكوس” بخصوص أن الشمس ثابتة والأرض والكواكب تتحرك حولها، وعندما رسم نيوتن العلاقة بين البحر والقمر بشكل مفرط في الدقة، لم يكن لديهما التساؤل الذي سنطرحه في هذه الأسطر.
تدور الأرض حول نفسها بسرعة 1670كلم في الساعة، وتستغرق دورة الأرض الواحدة حول نفسها 24 ساعة، فيما تستغرق ما مدته 365 يوماً لتكمل دورتها حول الشمس، حركة الدوران هذه حول القمر والشمس وحول نفسها، ينتج عنها تعاقب الليل والنهار، المد والجزر، تَعاقب الفصول، فماذا يحدث لو توقفت الارض عن الدوران؟ وماذا يحدث في ما لو اختفى فجأة القمر أو حتى الشمس؟
ماذا لو اختفى القمر؟
أدت ولادة القمر بمحض مصادفة فلكية، قبل 4.4 مليار سنة تقريباً الى الحد من سرعة دوران الارض، حول نفسها وحول الشمس، ويقول العلماء أنه في حال اختفى القمر فإن سرعة دوران الارض ستزيد لتصبح مدة اليوم لا تزيد عن 8 ساعات، وستتغير حياة الكائنات على الكوكب، وهو ما يعنى أنه سيكون هناك 1100 إلى 1400 يوما في العام، وللقمر الذي تبلغ كتلته واحد على إحدى وثمانين من كتلة كوكب الأرض، ويمر من امام الارض مرة كل 12 ساعة دور أساس في حدوث عملية المد والجزر، وذلك بفضل الجذب الثقالي للقمر مع الجذب الثقالي للشمس، والمد والجزر لا يحدثان فقط في البحر وإنما فى اليابسة أيضا. ولكن بسبب صلابة اليابسة يكون إرتفاع الأرض بسبب المد والجزر سنتيمترات قليلة، بينما قد يبلغ في البحر عشرات الأمتار، وتبلغ هذه الظاهرة ذروتها عندما يكون القمر مكتملا. وفي كل ساعة تخضع شدة الحقل المغناطيسي للأرض لتغيرات مردها القمر، ومن الجدير ذكره ان ما يدعى بالرياح الشمسية التي لو وصلت الى الأرض لأحرقتها بثوان يستطيع القمر في بعض مواضعه بالنسبة للشمس أن يحوِّل اتجاه تلك الرياح.
… والشمس؟
يُنتج الغطاء النباتي كل الأوكسجين اللازم لتستمر الكائنات ومنها الإنسان على قيد الحياة، ويستمد هذا الغطاء أهم عنصر يساعده كي يقوم بعميلة التمثيل الضوئي مباشرة من اشعة الشمس (يعتمد 99.9 بالمئة من الإنتاج الطبيعي على سطح الأرض على عملية التمثيل الضوئي التي تتطلب وجود الشمس)، وبالتالي لو تخيلنا أن الشمس ستختفي فجأة فإننا سنكون أمام كارثة كبيرة ألاوهي اختفاء المولد الأساسي للأوكسجين، كما ستغرق الأرض في الظلام وستنخفض درجة حرارتها (بعد اسبوع على إختفاء الشمس ستنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر (ناقص 17 مئوية) وبعد سنة ستكون البرودة أقل من 100 تحت الصفر)، وهنا قد يقول قائل أنه يمكننا استخدام الطاقة الكهربائية والوقود الأحفوري، الا أن هذا الشكل من الطاقة لن يدوم سوى لبضع سنوات، وسط برد وظلام دائمين.
ماذا لو توقفت الأرض فجأة عن الدوران؟
يقول العلماء أن النتيجة ستكون كارثية، ذلك أن الارض لا تدور وحدها، وإنما يدور معها الغلاف الجوي الذي يحيط بها، ففي حال توقف الكوكب عن الدوران واستمر الغلاف بالدوران، فإن ذلك يعني أن إعصارا عنيفا سيضرب الارض (تسونامي) يتسبب في أعاصير مدمرة تمحو عن وجه البسيطة كل اشكال الحياة، وبالطبع ستضرب الزلازل وبعنف جميع أرجاء الأرض، ويمكن أن يضرب الكوكب من أقصاه إلى أقصاه زلزال واحد، هذا عدا عن أن الخطر الأكبر هو انعدام الجاذبية المتولدة عن دوران الأرض حول ذاته ، والتي تجعلنا متوازنين، الأمر الذي سيؤدي الى وفاة الملايين من الناس في غضون ساعات قليلة نتيجة انطلاق أجسامهم بسرعة الرصاصة، كما ستتعرض أجساد من تبقى من البشر على قيد الحياة لشحنات كثيفة قاتلة من الإشعاعات المؤينة، وستغمر مياه المحيطات التي ستخرج من أحواضها نتيجة انعدام الجاذبية، كما ستشرق الشمس على نصفي الكرة الأرضي لمدة 6 أشهر متواصلة. وستكون درجات حرارة النهار إستوائية، وبرودة الليل قطبية قارسة.
على الرغم من كل هذه التوقعات إلا أنها وبحسب وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) هي مجرد خيال نسبة حدوثه لا تتجاوز الصفر بالمئة على مدى السنوات المليون المقبلة.