أبت ندى عواضة إلا أن تترك بعضا من روحها في مدينتها صور، حتى ولو بصمة صغيرة تضفي فرحا وجمالا في هذه المدينة المنذورة للبحر، عاشقة المتوسط و”موطئ” أمواجه، تتكسر منذ الأزل على صخورها وتعانق رمالها و”ترسم” مع كل موجة لوحة، كأنها تخط أفكار البحر على شواطئها العتيقة.
من يزرْ مدينة صور الآن يَــــرَ ألوانا نابضة بالحياة، تتماهى مع طبيعة الشاطىء الصوري، لا سيما في منطقة “الشواكير”، عند الكورنيش المواجه للخيم البحرية، أي في هذه المنطقة التي تتألق في هذه الفترة من كل عام، نابضة بالحياة مع انطلاقة موسم السياحة البحرية، وهي تشكل امتدادا لمحمية صور الشاطئية، وتابعة لها، إلا أنها في الوقت عينه بعيدة عن مواقع تعشيش سلاحف البحر، كونها قائمة في المنطقة الخلفية للمحمية، وتكرست منطقة سياحية وفق معايير تراعي الاستدامة والحفاظ على نظافة الشاطىء كأولوية حددها المجلس البلدي والقيمون على المحمية.
استفزت المقاعد الاسمنتية الفنانة الشابة، هذه المقاعد التي أنجزتها بلدية صور لتكون فسحة تلاقٍ بين أبناء المدينة والسياح الأجانب والزوار الوافدين من كافة المناطق اللبنانية، فرغم شكلها الهندسي الجميل، إلا عواضة وجدت أن ثمة شيئا لا بد من القيام به، لتكون الألوان بعضا من المشهد الجميل بين الرصيف والبحر، خصوصا وأن المقاعد الحجرية ظلت كما هي، دون طلاء، وبدا مظهرها نافرا كقطع من الاسمنت قريبة من الشاطىء والمشهد البحري، فما كان منها إلا التوجه إلى بلدية صور، وبادرت بطلب أن يسمح لها بالرسم عليها، واقتنع المجلس بفكرتها، وشجعها وأمن لها الطلاء لتنجز لوحات “غرافيتية”.

4

6

7

من يقدّر الفن يحترم البيئة

عاشت ندى عواضة في أفريقا، وقالت لـ greenarea.info: “عدت إلى صور منذ أربع سنوات، أكملت دراستي في لبنان، وتخرجت في الـ (غرافيك ديزاين) من جامعة الـ LIU، لكن هوايتي في الأساس هي الرسم، وهذا أول عمل أقوم به تطوعا”، وأضافت: “وأنا على استعداد لأن أخدم مدينتي التي لها حق علي، ومن واجبنا أن نقدم لها، فصور تستحق”.
وإذ أشارت إلى أن لديها الكثير من المشاريع في المستقبل، أكدت عواضة أن “الجمال والفن غير منفصلين عن البيئة”، وقالت: “من يقدّر الفن يحترم البيئة”، ولفتت إلى أن أن البيئة ليست النظافة والحفاظ على الطبيعة فحسب، لأن هناك تلوثا من نوع آخر، ولا سيما التلوث البصري والسمعي”.
ولفتت إلى أن لديها “تصورات أولية لمشاريع اكبر وأشمل، وما ينقصني هو الدعم المادي، لأن بعض الأعمال لا يمكن أن تقوم على جهد شخص واحد”، وإذ نوهت “بدعم وتبني بلدية صور لهذه الفكرة”، تمنت “لو أن هناك فريق عمل، ما يسهل تنفيذ مثل هذه المشاريع على نطاق أوسع”، وأشارت إلى أن “نوع الطلاء المستخدم مقاوم للعوامل الطبيعية”.

1

لوحات طبيعية تتماهي مع البحر

وتابع ورشة العمل الفنية عضو المجلس البلدي في صور خضر فران، فنوه بفكرة عواضة، و”بتنفيذها الدقيق للأعمال”، لافتا إلى أن “البلدية أمنت التكاليف وهي تدعم كل نشاط شبابي فني وثقافي يعطي انطباعا حضاريا عن مدينتنا العريقة، إضافة إلى أننا كمجلس بلدي نشدد دائما على دور الشباب لأن أفكارهم تكون دائما خلاقة وتضيف إلى المدينة طابعا مميزا”.
وأشار غسان بدوي إلى أن “الفكرة جميلة وجاذبة، وفيها متعة بصرية مع تناغم الألوان، خصوصا وأن المقاعد بدت وكأنها منصات لمعرض تشكيلي دائم في الهواء الطلق”، وقال: “إن موقع مدينة صور السياحي لا بد وأن ترافقه بعض الأفكار والأعمال الفنية والجمالية، ان كان على المقاعد الحجرية أو الجدران أو في الساحات العامة، شرط أن تكون منسجمة مع الطابع الحضاري للمدينة”.
واعتبر حسام حاجو أن “الرسومات قريبة من فن الغرافيتي السائد الآن في العالم، ولكن ما أنجزته هذه الفنانة الشابة طاول فقط الجانب الابداعي لهذا الفن، أي بعيدا عن توظيفه لأغراض أخرى، كالشعارات وغيرها، وأضاف مسحة جميلة على المقاعد، وأضفى البهجة على المكان، خصوصا وأننا وجدنا أنفسنا امام لوحات طبيعية غير منفصلة عن البحر والرمال وأشجار النخيل”.

2

3

5

9

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This