يحتفل العالم في 31 أيار (مايو) بـ “اليوم العالمي للحد من التدخين”، تحت شعار “استعدوا للتغليف البسيط”، ليذكرنا بأضرار التبغ على الصحة، وما ينتج عنه من أمراض سرطانية، حيث اعلنت منظمة الصحة العالمية هذه المرّة شعارا مختلفا عن سابقه، ألا وهو التركيز على استخدام تغليف عبوات التبغ كشكل من أشكال الإعلان عن التبغ وترويجه، ولكن الاخطر من ذلك أن هذا الأمر لم يعد الامر متوقفا على مساوىء التدخين فحسب، بل بات التحذير يشمل الاضرار الصحية من نتائج ومخاطر النارجيلة السلبية على الصحة، والتي اصبحت “صرعة” العصر، ولها انعكاساتها الخطيرة، خصوصا على حياة الشباب بعد أن يصل بهم الأمر إلى حدّ الادمان، حسب ما ذكره خبراء الصحة لـ greenarea.info، بحيث ستكون كلفة الفاتورة الاستشفائية مرتفعة نتيجة مخاطر التبغ على الصحة، ومن حقنا أن نسأل: أين نحن اليوم من تطبيق قانون منع التدخين الذي ما يزال حبرا على ورق؟
خياط: النارجيلة الاخطر
في هذا السياق، تحدث الاخصائي في أمراض الرئة الدكتور جورج خياط لــ greenarea.info عن اهمية الامتناع عن التدخين للحد من سرطان الرئة، فقال: “لا شك ان سرطان الرئة له علاقة مباشرة مع الادمان على التدخين، وما يزيد مخاوفنا اليوم ان النارجيلة التي تبدأ كتسلية تنتهي بالادمان عليها، وبالتالي تسبب الكثير من الامراض في الرئة و ن الانسان بات يميل اليوم اليها بشكل متصاعد، خصوصا في عمر المراهقة بالتحديد بدءا من عمر 13 سنة”.
وأشار خياط إلى ان “النيكوتين يجعل من الانسان مدمنا عليه، ويفقد حريته، وبالتالي تنتج عنه أمراض سرطانية من كافة الانواع، حيث تبين لنا مؤخرا ان 90 بالمئة من سرطان الرئة هو نتيجة الاكثار من التدخين”.
سنّان: برنامج الحد من التدخين بلا موازنة
أما مدير مشروع برنامج الحد ّمن التدخين في وزارة الصحة فادي سنّان، فأعرب عن استيائه حول مدى انتشار ظاهرة النارجيلة بشكل متصاعد، ومن دون اي رادع، نظرا لما تتركه من آثار سلبية على الصحة، كما وتوقف على اهمية تطبيق القانون للحد من التدخين، فقال لـ greenarea.info: “منذ فترة جاءنا وفد من كل من منظمة الصحة العالمية والامم المتحدة ودرسا وضع لبنان في كيفية الحد من التدخين ومدى تطبيق القانون للحد من مساوىء التدخين، فتبين لهما ان الالتزام بالقانون كان في القطاع الصحي والمولات والمطار والمدراس، حيث التطبيق لا بأس به، انما بالمقابل، وللاسف لم يطبق كما يجب في المطاعم اللبنانية، من هنا عملنا على انشاء لوبي من تجمع الجمعيات الاهلية دورها حثّ المجتمع المدني لتطبيق قانون منع التدخين، مع أهمية المطالبة برفع أسعار التبغ كي يصعب شراؤه بسهولة، خصوصا لدى المراهقين، من دون ان ننسى اهمية التحذيرات المصورة على علب التدخين تطبيقا لشعار هذا العام لمنظمة الصحة العالمية، وهو التحذيرات المصورة على علب التبغ، بدل استعمال الكلمات للتحذير من التدخين أي اللجوء الى الصور للتعبير عن مساوىء التدخين والحدّ منه”.
واضاف سّنان: “ان نسبة تطبيق قانون منع التدخين في المؤسسات العامة وصلت الى اكثر من 50 بالمئة، ولمسنا ان هناك تطبيقا شبه تام للقانون بنسبة 100 بالمئة في المولات، عدا ان التحذيرات على علب التبغ مطبقة وفق ما ينصه القانون لمنع التدخين بنسبة 100 بالمئة”.
وأسف سنّان “لانتشار النارجيلة بشكل واسع بين الناس من دون اي رادع، خصوصا عند المراهقين، وقال: “إن رخص أسعار التدخين وانتشار النارجيلة يحولان دون تطبيق القانون في منع التدخين بشكل فاعل، كما نتمنى من الدولة مثلما منعت “الديلفري” لشراء الادوية عليها ايضا منع “الديلفري” لشراء النارجيلة، كون هذه الظاهرة الاخيرة بدأت في لبنان لتنتقل اليوم الى العالم العربي، لتصبح اكثر رواجا في لبنان، مع الاشارة انه بالرغم من ذلك ما زال لبنان متميزا في منع الاعلانات عن التدخين”.
الجدير ذكره على حدّ قول سنّان انه “ليس هناك من موازنة للدولة لبرنامج يهدف إلى الحد من التدخين، باختصار نحن نعمل “ببلاش”. كما وانه عندما لم تأخذ الحكومة على محمل الجد تنفيذ قرار لمنع التدخين لتطبيقه 100 بالمئة، لانه بكل اسف نقول ان التدخين يقتل اكثر من اي امراض اخرى، فآخر الدراسات العلمية لدينا سنة 2011 اظهرت ان 3500 شخصا يموتون من التدخين سنويا في لبنان اكثر مما هو عليه الحال مع السرطان”.
مع الاشارة الى انه حسب ما قاله سنان لـ greenarea.info “ليس لدينا التمويل المادي في متابعة كل ما يلزم عن مضار التدخين، سواء في الاعلانات أو سواها، كما وأنه يجب الاعلان عن ان التدخين صار وباءً بعدما سجلت أعلى نسبة اصابة بسرطان الرئة، ولكن كل هذا متوقف حول مدى الاهتمام الرسمي في دعم برنامج الحد بالتدخين وبكل اسف لا شيء من هذا القبيل حتى اليوم”.
مجدلاني: ليس هناك التزام فعلي لقانون منع التدخين
الى رأي رئيس اللجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني، فقج اوضح لـ greenarea.info: “بكل اسف اقول لم يكن هناك التزام فعلي في تنفيذ قانون منع التدخين، خصوصا من الوزارات المعنية، سواء الصحة والاقتصاد والسياحة، وتعبنا على مدى ست سنوات في اقراره، ولكن لم يطبق كما يجب بالرغم من التحذيرات التي وجهناها للمعنيين عن تداعيات مضار التدخين، مع الاشارة الى اننا سنقوم في الاول من حزيران (يونيو) احتفالا للمناسبة في السراي الكبير”.