تمكنت الحملات الصحية المتتابعة، والهادفة إلى مكافحة تناول السكريات، من التأثير على إدارة الأغذية والأدوية الأميركية The US Food and Drug Administration، لجهة القيام بإحدى أهم التغييرات في التصنيف الغذائي the nutrition label على العبوات، ما يعد تطورا طال انتظاره لسنوات.
السمنة ومرض السكري
وسيتمكن المستهلك حاليا، من فهم وفك رموز التسميات على غلاف المنتجات بسهولة، بعدما أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الحكم النهائي لإجراء تعديلات لمصادر السعرات الحرارية في الأغذية المعلبة، وتحديدا منذ العام 1994، فعدا عن تعديل بسيط تم في العام 2006 بما يخص الدهون المتحولة الضارة بالأوعية الدموية والقلب، وتحديد الحد الأقصى لتناول الصوديوم والدهون والكولسترول والكاربوهيدرات، ولكن من دون ذكر نسبة السكر.
وقالت الوكالة أن الحقائق الغذائية الجديدة ستظهر على الجزء الخلفي من المواد الغذائية والمشروبات المعبأة، وأهمها محتوياتها من السكر المضاف من قبل الشركات المصنعة بالغرامات، فضلا عن النسبة المئوية من الحد الأقصى الموصى به يوميا.
ويأتي قرار ادارة الاغذية والأدوية بذكر السكر المضاف على العبوة والغلاف، بعد حملة دامت لسنة من قبل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، للحد من السمنة ومرض السكري وغيرها من الأمراض، ويذكر في هذا السياق تسجيل معارضة من شركات الأغذية والمشروبات في مواجهة قواعد السكر الجديدة، والتي ذكرت أنه لا يوجد فرق بين السكريات الموجودة طبيعيا والسكريات المضافة.
وتشير تقديرات ادارة الاغذية والدواء أن تنفيذ التغيير سيكلف صناعة المواد الغذائية والمشروبات حوالي 500 مليون دولار تقريبا في السنة، في حين يوفر ما يقرب من 2 مليار دولار سنويا على شكل فوائد، ومنها خفض تكاليف الرعاية الصحية، لفترة تصل إلى أكثر من عشرين عاما.
حملات مضادة
ووجدت دراسة أنجزها الخبير الاقتصادي جون دنهام John Dunham، أجريت بتكليف من عدة مجموعات تجارية وصناعية، أن التغييرات في التسمية ستؤدي إلى صافي تكلفة إجمالية قدرها 640 مليون دولارا على الأقل، وقال دنهام “أن أرقام ادارة الاغذية والأدوية لجهة الفوائد بعيدة عن الواقعية”.
وستجبر الشركات المصنعة خلال سنتين على العمل بالنظام الجديد، على الرغم من أنها قد تتحدى هذه التغييرات في المحكمة.
السكريات المضافة
وبينما تحتوي بعض الأغذية على السكر بصورة طبيعية مثل الفاكهة، فضلا عن مواد غذائية أخرى مثل الألياف وفيتامين C، إلا أن السكريات المضافة من قبل الشركات المصنعة وفقا لمسؤولي الصحة، لا توفر أي قيمة غذائية، لكنها تعمل على زيادة السعرات الحرارية، ما يساعد بزيادة معدلات السمنة ومرض السكري.
وقالت أخصائية التغذية والمحاضرة في “جامعة بوسطن” شيلا تاكر Sheila Tucker أن “السكريات المضافة لا تجلب فائدة باستثناء السعرات الحرارية والمزيد من الكلفة لعلاج الأسنان”، وأضافت أن “إضافة السكر هو وسيلة تتبعها شركات الأغذية والمشروبات لجعل المنتجات ذات طعم أفضل من دون زيادة التكاليف”.
وسوف تظهر الحقائق المعدلة على غلاف ملايين المنتجات الغذائية في غضون عامين، وخصوصا كمية السكر المضاف، وأعلنت ميشيل أوباما التعديلات في قمة سنوية للتغذية في واشنطن يوم الجمعة في 20 أيار (مايو).
التعديلات الرئيسية
أما أهم التعديلات الرئيسية، فهي:
أولا: ستظهر السعرات الحرارية في الحصة الغذائية وحجم الحصة في خط عريض وأكبر حجما larger and bolder، كما ستظهر السعرات الحرارية للعبوة كاملها.
ثانيا: ستذكر كمية السكريات المضافة لكل حصة للمرة الأولى، كما سوف تظهر تسميات للقيمة اليومية من السكر التي يمكن للإنسان تناولها، كما كان الحال منذ سنوات في كمية الكربوهيدرات والدهون والصوديوم.
ثالثا: ستذكر كميات فيتامين (د) Vitamin D، والحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم إلى التصنيفات (لأن الأميركيين لا يستهلكون كمية كافية من هذه المواد)، ولكن لن تكون هناك حاجة لذكر كميات فيتامينات A و C حيث أصبح النقص في هذه الفيتامينات نادرا.
رابعا: بدلا من إظهار كمية “السعرات الحرارية من الدهون” calories from fat، فإن التسمية ستشتمل الآن على كمية “الدهون الكلية” total fat وأنواع فرعية مثل “الدهون المشبعة” saturated fat و”الدهون المتحولة” trans fat، ويعكس هذا التعديل نتائج الأبحاث التي أظهرت بأن بعض أنواع الدهون أكثر ضررا على الصحة.
خامسا: حجم الحصة ستعكس على نحو أفضل كمية الغذاء التي على الشخص تناولها، بدلا من مقدار الطاقة الموجودة في نصف قطعة الغرانولا، أو ثلاثة أرباع كوب من اللبن yogurt.
وقالت أوباما “يسرني أن هيئة الـ FDA قد انتهت من الصيغة الجديدة والمحسنة للمعلومات على المنتجات الغذائية على الصعيد الوطني”، وأضافت أن “هذا يؤدي إلى إحداث تغيير حقيقي في تزويد العائلات في جميع أنحاء البلاد بالمعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ القرارات الصحية بالنسبة لغذائهم”.